رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

دون شك، اهتمت ثورة 23 يوليو 1952 بالآثار مصر اهتمامًا كبيرًا. وبذل رجال العهد قصار جهدهم لتمصير آثار مصر بعد أن كانت تحت سيطرة الأجانب فترة طويلة. وتولى الدكتور مصطفى عامر إدارة مصلحة الآثار كأول مصري، وصار يوم 14 يناير من كل عام هو عيد الآثاريين المصريين. وتم اكتشافات أثرية عديدة ومذهلة فى بداية العهد، مثل اكتشاف مراكب الشمس على يديَّ المهندس الأثرى والصحفى كمال الملاخ فى العام 1954، وفى نفس العام اكتشف الآثارى محمد زكريا غنيم هرم الملك سِخم خِت فى سقارة، أو الهرم الدفين. وقام الزعيم جمال عبدالناصر بزيارة الاكتشافين. وكان ذلك من بشائر وحسن طالع العهد الثورى آنذاك، ثم قام وزير ثقافة مصر آنذاك المرحوم الدكتور ثروت عكاشة بالبدء فى مشروع إنقاذ آثار النوبة من الغرق تحت مياه بحيرة ناصر أو بحيرة السد العالى بالتعاون مع منظمة اليونسكو العالمية والعديد من دول العالم المتحضر.

ترجع قصة اكتشاف هرم الملك سخم خت إلى عام 1952م، حيث اكتشف الأثرى المصرى النابه محمد زكريا غنيم أمين جبانة سقارة، ذلك الهرم الذى يخص الملك سخم خت -من ملوك الأسرة الثالثة- والذى لم ينتهِ العمل فيه، خلف هرم الملك زوسر المدرج الشهير، فى منطقة سقَّارة، وقد أراد مشيِّدُه أن يكون صورة شبيهة من هرم الملك زوسر لكن لم يكتمل بناء هذا الهرم سواء فى داخله أو مصاطبه.

فى شهر مايو عام 1954م، وفى ظل العمل العظيم الذى أنجزه زكريا غنيم فى سقارة، اكتشف مصرى آخر اكتشافًا أثريًا مهمًا، هو مركب الملك خوفو جنوب هرمه الأكبر وفى الناحية الشرقية من ضلعه الجنوبى تحديدًا. وأحدث ذلك الاكتشاف عاصفة عالمية من الاهتمام أدهشت العالم. كان المهندس المصرى كمال الملاخ يقوم بأعمال التنظيف وإزالة الرديم جنوب الهرم الأكبر، فكشف عن حفرتين لمركبين مغطاتين بكتل من الحجر الجيرى الجيد. ومن الجدير بالذِّكر أن للهرم الأكبر ثلاث حفر أخرى فى الصخر الطبيعى لهضبة الجيزة تأخذ شكل المراكب فى الناحية الشرقية للهرم، تقع اثنتان منها فى الناحية الجنوبية والناحية الشمالية للمعبد الجنائزي، بينما تقع الحفرة الثالثة شمال الطريق الصاعد للهرم الأكبر. وجعل ارتباط تلك المراكب بالملك خوفو فى منطقة الأهرامات من الآثار المهمة فى العالم كله؛ وذلك لأن هرم الملك خوفو واحد من أهم الآثار فى العالم؛ ولأنه أيضًا العجيبة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.

هكذا اهتمت ثورة يوليو ورجالها بالآثار المصرية، وتم اكتشاف العديد من الآثار المهمة فى فترتها الأولى، وكذلك تم إنقاذ آثار النوبة فى عهدها، خصوصًا معبدى «أبو سمبل» الكبير والصغير من الملك العظيم رمسيس الثانى وزوجته جميلة الجميلات الملكة نفرتاري.

---

مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية