رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دخلت السيدة إيزيس إلى المحكمة الكبرى، فى مدينة «إنب حدج» العظيمة، أو العاصمة المعروفة باسم «الجدار الأبيض»، إلى قاعة المحكمة ذات القضاة العشرة.

إيزيس سيدة جميلة فى منتصف الثلاثينات من عمرها. كانت قاعة المحكمة مزدانة بكل ما هو جميل. وكان هناك منظر كبير يمثل ربة العدالة ماعت مرسوما خلف القضاة.

كانت إيزيس حزينة؛ لأنه قد هجرها زوجها، وبُعد عنها. وامتعن عن إعطائها حقوقها الزوجية؛ لأنها لم تنجب له طفلاً ذكرا كان يحلم به بعد زواج دام فترة طويلة. فطلقها، وامتنع عن إعطائها حقوقها التى وقع على تسليمها لها بعد طلاقها.

قربها حارس المحكمة من كبير القضاة، الذى قال لها:

- قولى لى قضيتك باختصار.

نظرت السيدة إيزيس فى عينيَّ كبير القضاة. وقالت والحزن يملأ عينيها:

- جوزى طلقني.. جوزى سابني.. وبعد عنى بعد عشرة عمر وزواج عشر سنوات.. وقال لي: اتجوزى أى حد تاني.. وقالى لى كمان: مش هأقدر أعيش معاكى تاني.. ولا هأكمل معاكي.. ومش عاوز أشوفك فى بيتى تاني.. أو فى أى بيت أروحه.. ومش عاوزك تكون مراتى بعد النهارده..

نادى كبير القضاة على الحارس الذى هرول فى اتجاهه قائلاً:

- أمرك يا كبير القضاة.

فقال له:

- هات لى جوزها اللى واقف بره.

دخل الزوج مرى عنخ مزهوا بنفسه. فسأله القاضي:

- الست دى كانت مراتك؟

- أيوه يا كبير القضاة.

- هل إنت طلقتها؟

- أيوه.

- ليه؟

-لأنها ما بتخلفش.. وكان نفسى أشيل حتة عيل ليا.

سألها كبير القضاة:

- وإيه مشكلتك معاه؟

ردت إيزيس:

- سابنى فترة.. وبعدين طلقنى بقاله مدة.. وما إدانيش حقوقي.. ومش عارفة إزاى أعيش ومنين.. وأعيش إزاي.. وأنا أبويا ميت.. وأمى كمان ميتة.. وماليش إخوات.. وماليش أى دخل أعيش منه.... وكمان هو اتعهد ليا فى ورقة طلاقى إنه يدينى كل حقوقى المعيشية! ولحد الوقتى ما إدانيش أى حاجة خالص.. أعيش إزاى يا كبير القضاة، هو ده يرضى حد؟

سأله كبير القاضي:

- ليه ما إديتهاش حقوقها؟!

فرد مرى عنخ:

- مسألة وقت بس وهأديها حقوقها.

فسألها كبير القضاة:

- هل فيه عندك أى كلام تانى قبل ما نرفع الجلسة للمداولة وقبل ما نصدر حكمنا؟

فقالت له:

- عشت معاه عشر سنين من عمرى ومن شبابى على الحلوة والمرة... إزاى بعد كل السنين دى يرمينى من غير ما يدينى حقوقي؟! ياخدنى لحم ويرمينى عظم!! عاوزاكم تطبقوا العدل يا قضاة البلاد.

سأل كبير القضاة طليقها:

- هل عندك أى أقوال أخرى؟

فقال:

-لا يا كبير القضاة.

صاح حاجب المحكمة قائلاً:

-محكمة.

قام القضاة وكل الموجودين فى قاعة المحاكمة.

نظرت إيزيس إلى طليقها منفوش الريش مِرى عنخ نظرات كلها حزن واحتقار. ونظر إليها دون اهتمام.

صاح حاجب المحكمة قائلاً:

-محكمة.

دخل القضاة العشرة. وجلسوا. وجلس الموجودون فى القاعة.

قرأ كبير القضاة قرار المحكمة قائلاً: وقرر إرسال نسخة منه إلى شرطة العاصمة وإلزامها بتنفيذ الحكم ومتابعته وإخطار هيئة المحكمة بما تم فى حدود شهر من تاريخ اليوم. وهذا حكم منا بذلك.

دمعت عينا السيدة إيزيس. وهتفت سعيدة:

-يحيا العدل.. يحيا العدل.. يحيا العدل.