رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

كان المفكر السياسى الراحل لطفى الخولى، يسخر دائماً فى أحاديثه، من أن الكائن الوحيد الذى لا يتعلم من تجاربه التاريخية وأخطائه هو الحمار، مع أننى أتألم من هذا التشبيه.

للمحبة الغامرة للحمار والتبجيل اللذين أحملهما له، ليس فقط لوداعته وهدوئه وحكمته لكن كذلك لصبره وتحمله للمعاملة القاسية غير الرحيمة له من البشر، برغم الخدمات الشاقة التى يسديها لهم، وتعينهم على ظروف الحياة. مع ذلك تبقى مقولة لطفى الخولى صحيحة، فمن لا يتعلمون من أخطائهم، محكوم عليهم بتكرارها، ليكون الحصاد هو الهشيم.. ولا تخرج حملات الهجوم المحمومة على مصر وعلى الرئيس السيسى التى تقودها جماعة الإخوان المسلمين، وأنصارها من قلب الحاضنة الأمريكية والأوروبية والتركية، عن هذا السياق.

أغدق الغرب الأوروبى والأمريكى بسخاء ولا يزال، على دعم الإمبراطورية الإعلامية التى تمتلكها جماعة الإخوان فى الخارج وتشمل صحفاً ومنصات فضائية ومواقع إلكترونية ومراكز أبحاث، يجرى التحكم فى نتائج عملها والاستخدام المضلل للأرقام والبيانات النشر أكاذيب فاجرة عن السياسة المصرية، منذ سقوط الجماعة المدوى عن حكم مصر. وهم يفعلون ذلك بزعم الدفاع عن الشعب المصرى، لكن المصريين يدركون أنهم مجرد أداة لخدمة أهداف التدخل الغربى فى شئون المنطقة، بما انتهى بتدمير دول مركزية بها، ومواصلة نهب ثرواتها، وإذلال شعوبها بالجوع والأوبئة والتهجير والحروب الأهلية لا يخفى على فطنة أحد، أهداف الحملة التى تقودها جماعة الإخوان وأنصارها لدعوة المصريين لتكرار أخطاء الماضى القريب، بالعودة للتجمهر والتظاهر فى 11/11، ضد الرئيس السيسى وظنت الجماعة أن الظروف الاقتصادية الصعبة، التى ساهمت بجزء لا يستهان به فى صنعها، وكشف عنها الرئيس بوضوح فى المؤتمر الاقتصادى، باتت مواتية. وبعد انكشاف «التهجيص» الذى أشاعوه بأن مؤتمر المناخ لن يعقد فى مصر، بفعل جهودهم الجبارة، غيروا خطابهم الجهنمى، الذى لا يعشعش، إلا فى عقول مريضة، فى مسعى للتشويش عليه أثناء انعقاده، حيث يبدأ عمله وينهيه فى الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر.. بعد مساعدة الجيش الثورة الشعبية فى يونيه على إسقاطها، مارست جماعة الإخوان أكبر عمليات إرهابية فى تاريخها، شملت قتل مواطنين عزل، واغتيال قيادات أمنية وقضائية كبرى، وحرق كنائس ومساجد، وتدمير مقرات للجيش والشرطة، وللمؤسسات الحكومية: والبنوك وإسقاط للطائرات، وتحويل سيناء إلى مخزن للسلاح، وموئل للإرهابيين من كل بقاع الأرض. وبدلاً من أن تتعظ الجماعة، من أن إرهابها قد وحد المصريين ضد جرائمها البشعة، راح إعلامها وميلشياتها الإلكترونية- وكلاهما يفتقد لأى معايير مهنية وأخلاقية يتهم نظام الرئيس السيسى بارتكاب تلك الجرائم، لأنه حين بتصدى لجرائمهم، فهو يعمل على هدم الإسلام، الذى يتاجرون به، ويعترفون بلا خجل، أن المسلم لا يؤمن لا بالجغرافيا ولا الوطن، الذى يعملون دون كلل لتحويله إلى ولاية فى دولة الخلافة المزعومة.

فشلت دعوات فوضوية مثل تلك من قبل. ولم يستجب المصريون لمطالبات الجماعة وأنصارها بمقاطعة الاستفتاء على الدستور، والتصويت على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ليس لأنهم يأخذون تلك المواقف دعماً لرئيس أوحكومة، ولكن لخشيتهم على بلدهم، ووعيهم بإدراك المخاطر التى خلفتها أوضاع الفوضى وعدم الاستقرار، التى فاقمها عام واحد، ومن تعطل مؤسسات الدولة والحكم.

تسلم الرئيس السيسى حكم مصر دولة منهوبة مواردها ومحطمة بنيتها التحتية ومعطلة مؤسساتها بفعل الإهمال والتراخى وعدم المسئولية والإرهاب، وسعى لإخراجها من تخلفها فأصاب وأخطأ. وإذا لم يكن فى سجله وسوى مخاطرته الجسورة بالحياة لدعم المصريين للتخلص من حكم جماعة دينية فاشية، لكفاه ذلك وزاد وكفى. وهذا ما يدركه المصريون فى مصر جيداً.

 

أمينة النقاش