عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد رحيل زعيمهم، فشل رجال النوبة فى تهريب تجارة وبضاعة الجنوب إلى الشمال بشكل غير قانوني. وتوقفوا لفترة طويلة عن إرسال بضائعهم المهربة إلى حاكم الإقليم الفاسد السابق، والتى كانت تجارة رائجة لهم. وكانت تدر لهم دخلًا كبيرًا بعيدًا عن سيطرة ملك الجنوب الملك نعرمر. وأخذوا يفكرون فى كيفية تهريب الأبنوس، وغيره، من الجنوب إلى الشمال، إلى الملكة ميوتي، التى تحبه وتستخدمه فى الكثير من الأعمال فى مملكة الشمال. وخوفًا من حاكم إقليم تاستى الجديد القوي، فكروا فى حيلة جديدة وغريبة ومدهشة، وهى تهريب كمية كبيرة من الأبنوس عبر الصحراء الغربية، عبر درب الأربعين؛ كى يهربوا من قوة سيطرة الحامية العسكرية لإقليم تاستى على المداخل والمخارج والنقاط الحدودية الحصينة.

فى الفجر، تحركت القافلة تاركة بلاد النوبة ومحملة بكمية كبيرة من الأبنوس. تجاوزوا حدود مصر الجنوبية من خلال ثغرة لم تكن بها قوة من تأمين الإقليم. وساروا فى طريقهم إلى منطقة درب الأربعين فى الصحراء الغربية صاعدين فى اتجاه الشمال، غير أنه لما بلغ الخبر حاكم الإقليم، أرسل إلى قوات حفظ الأمن والنظام فى إقليمه؛ كى تقبض عليهم وتصادر ما معهم لصالح الإقليم ومملكة الجنوب. وبالفعل، قامت قوات حفظ الأمن الداخلى بتعقبهم والقبض عليهم ومصادرة كل معهم، وتم إيداع المهربين سجون الإقليم إلى حين اتخاذ قرار بشأنهم.

ومنذ ذلك الحين، توقفت حملات التهريب من النوبة عن القيام بأعمالهم، وخسروا بذلك خسارة كبيرة جدًا، وقامت قوات حفظ الأمن الداخلى وقوات حامية الإقليم العسكرية بسد كل الثغرات على حدود مصر الجنوبية مع النوبة، وترحم مهربو النوبة على أيام حاكم إقليم تاستى الفاسد السابق.

وقام حاكم إقليم تاستى الجديد بإبلاغ الملك نعرمر بما تم، وأرسل إليه كل البضائع المصادرة؛ كى يتم استخدامها فى بناء الدولة الجديدة التى يبنيها الملك نعرمر فى العاصمة الجديدة طيبة، وفى كل أقاليم مملكة الجنوب، وأقاليم مصر الوسطى التى صارت تحت سيطرته.

وتطلع الملك نعرمر إلى القيام بذلك فى كل أقاليم الشمال، وأخذ الأمل يحدوه؛ كى يسيطر على الشمال، ويوحد مصر فى مملكة واحدة لأول مرة فى تاريخها الطويل، وكذلك أرسل حاكم إقليم تاستى الأسرى إلى الملك نعرمر؛ كى يتم استخدامهم فى بناء العاصمة الجديدة وفى تعمير الأقاليم القديمة، وسعد الملك نعرمر جدًا بكل ذلك، وشكر الإله على فضله عليه، وشكر حاكم إقليم تاستى ومنحه نوط الشجاعة وهو الذبابة الذهبية.

ومنذ ذلك الحين، زادت شعبية وشهرة وتقدير حاكم إقليم تاستى لدى الملك نعرمر وفى كل أقاليم الجنوب، وصار الجنوب والصحراء الشرقية والصحراء الغربية فى كامل الأمن والسلامة والأمان، وتدفقت تجارة وخيرات الجنوب إلى مصر بشكل شرعى منتظم، وزادت موارد الدولة من الجمارك عليها، وتفرغ الملك نعرمر لحروبه وحملاته العسكرية والتعدينية والتعميرية فى مصر الوسطى، وخطط الملك نعرمر إلى تصعيد حروبه ومد حملاته إلى الشمال، إلى الملكة ميوتى فى عقر دارها، فى العاصمة عين شمس فى الشمال، وما كان ذلك اليوم ببعيد.