عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر (1874- 1939 ميلادية) محظوظًا للغاية وأعظم أثرى عبر العصور والأزمان. وقد نال مجده التاريخى والأثرى فى عمر صغير حين ارتبط اسمه بمصر وأرضها الطيبة المباركة وحضارتها العظيمة وملكها الخالد الفرعون الذهبى الملك الصغير توت عنخ آمون فرعون المجد والخلود.

وُلد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر فى يوم 9 مايو 1874 ميلادية فى سوافهام فى نورفولك فى إنجلترا حيث عاش مع عماته. فى عام 1891 ميلادية، وفى سن السابعة عشرة من عمره، انضم كارتر إلى بعثة المسح الأثرى الذى كانت تقوم به بريطانيا فى مصر. بدأ كارتر برسم المناظر والنقوش. وعمل بالاكتشافات الأثرية فى منطقة بنى حسن بالمنيا، والتى تخص مجموعة من أجمل وأشهر مقابر النبلاء فى عصر الدولة الوسطى. ثم عمل بعد ذلك تحت رئاسة عالم الآثار البريطانى الرائد ومؤسس المدرسة الحديثة فى علم الحفائر والمصريات السير وليم فِلندرز بِتري، وأثناء إشرافه على الحفائر فى وادى مقابر الملوك عام 1902 ميلادية، شارك فى العمل على اكتشاف مقبرتى الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الرابع. ونجح أيضًا فى اكتشاف آثار تعود لعهد الملكة حتشبسوت فى مقبرة بمنطقة الدير البحرى بالقرب مما يعرف باسم معبد الدير البحرى فى البر الغربى لمدينة الأقصر أو طيبة أو «واست». وقام كارتر بعمل رسومات بديعة للمناظر والنقوش والتماثيل الرائعة فى معبد الملكة الجميلة حتشبسوت. وشغل بعد ذلك منصب المفتش العام فى مصلحة الآثار المصرية. واستقال بعد ذلك إثر خلاف حدث بعد مشاجرة بين بعض البعض الفرنسيين وطرف آخر. ورفض كارتر الاعتذار فما كان من المعتمد البريطانى اللورد كرومر أن أقاله من منصبه.

بعد عدة سنوات عصيبة، وفى حوالى عام 1907 ميلادية، عاد للعمل فى آثارنا الرائعة مرة أخرى. وبدأت علاقته مع الثرى اللورد هربرت إيرل كار نافون الخامس (1866- 1923 ميلادية)، جامع وعاشق الآثار البريطانى المعروف، الذى سعى إلى كارتر للإشراف على الحفائر الخاصة به فى وادى الملوك. والذى قام بتمويل حفائر كارتر الأثرية. وأصبح كارتر المسئول عن كل أعمال التنقيب الخاصة باللورد كارنارفون.

فى عام 1917 ميلادية، حصل اللورد هربرت إيرل كار نافون الخامس على موافقة مصلحة الآثار المصرية بالتنقيب فى وادى الملوك. وكان حلم هوارد كارتر هو العثور على مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون بين مقابر وادى الملوك. فطلب اللورد كارنارفون من كارتر أن يجرى الحفائر لحسابه فى الوادي. وكان كارتر يتمتع بسمعة أثرية كبيرة بعد الاكتشافات المهمة التى قام بها.

فى الرابع من شهر نوفمبر عام 1922 ميلادية، كان عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر على موعد الرمال المصرية لتمن عليه وتكشف له عن واحد من أهم أسرارها الدفينة؛ كى يحقق حلم حياته بعد طول عناء وتعب بالكشف عن مقبرة «توت عنخ آمون»؛ ذلك الأثر الفريد من نوعه الذى أذهل العالم منذ وقت اكتشافه إلى هذه اللحظة، والذى طغى على كل الاكتشافات الأثرية الأخرى فى العالم أجمع، وأصبح أهم اكتشاف أثرى فى القرن العشرين دون أدنى مبالغة.

هكذا سقطت مزاعم علماء الآثار أمثال «بلزوني» و»ماسبيرو» و»شامبليون» ممن عملوا فى وادى الملوك، وزعموا أنه لم يعد هناك شيء فى بطنه، وهكذا تأكد ويتأكد للعالم أن الرمال المصرية لم تبح بكل أسرارها بعد وما تزال تحتفظ بالكثير من الآثار الرائعة فى بطنها لأجيال عديدة قادمة حتى تظل مثيرة للدهشة إلى أقصى درجة ممكنة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. هذه هى ميزة من ميزات الحضارة المصرية القديمة العريقة فى الحقيقة.

ثم توالت بعد ذلك مراحل الكشف الأخرى على مدى السنوات العشر التالية، أشرف كارتر على نقل محتويات المقبرة، والتى تم نقلها إلى المتحف المصرى بالقاهرة، ثم تم نقل أغلبها إلى بيت توت عنخ آمون الجديد أو المتحف المصرى الكبير بالجيزة فى الفترة الأخيرة.

فى النهاية، أردد مع «كارتر» قوله: «ما يزال الغموض فى حياة الملك توت عنخ آمون يلقى بظلاله علينا، فعلى الرغم من أن تلك الظلال تنقشع أحيانًا، فإن الظلمة لا تختفى من الأفق أبدًا.»

توفى عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر فقيرًا فى 2 مارس 1939 ميلادية فى لندن.

تبقى قصة حياة كارتر وقصة اكتشافه لمقبرة توت عنخ آمون قصتين مثيرتين تمامًا مثل قصة حياة وممات الفرعون الذهبى الملك توت عنخ آمون.

مدير متحف الآثار-مكتبة الإسكندرية

Email: [email protected]