فى محكمة العاصمة مدينة «إنب حدج»، جلس كبير القضاة رع حتب وسط القضاة العشرة فى قاعة المحاكمة الكبرى التى ازدانت بكل ما هو جميل وعدل. دخل العامل سانيت إلى قاعة المحكمة. فقال له كبير القضاة:
- قُل لنا قضيتك.
فقال:
- سرق زميلى فى الشغل العامل نخت سوبك منى عدة شغلى اللى بأشتغل بيها وآكل بيها عيش فى نحت وتزيين المقابر.. وهيا عبارة عن فأس وإزميل ومقطف.
قال كبير القضاة لحاجب المحكمة:
-هاتوا العامل فوراً نخت سوبك.
دخل نخت سوبك. فسأله كبير القضاة:
-هل سرقت عدة الشغل بتاعت زميلك العامل سا نيت؟
فقال له:
-لا.
جن جنون سا نيت. وقال متعجباً:
-لا؟! إزاى؟!
فقال كبير القضاة لسا نيت:
- هل عندك شاهد واحد على كلامك ده؟
فقال له سا نيت:
-اتنين شهود مش شاهد واحد يا كبير القضاة. وهما جسر بتاح وسا سوكر.
فقال له:
- خليهم يدخلوا.
فصاح حاجب المحكمة منادياً عليهما. دخل جسر بتاح وسا سوكر إلى قاعة المحكمة. فسألهما كبير القضاة:
-إيه هى أقوالكم عن القضية؟
فقال له جسر بتاح:
- نخت سوبك سرق عدة شغل زميلنا سا نيت بعد ما سا نيت مشى من الشغل، وأنا شفته بيخبيها فى حتة معينة عشان ياخدها وهو ماشى مروح بيته.
وقال سا سوكر:
- بعد ما جسر بتاح قال لزميله سا نيت اللى حصل، وأن نخت سوبك سرق عدة شغله، رحت مع سا نيت لنخت سوبك فى بيته، ولقينا العدة هناك بتاعت سا نيت، وما رضيش نخت سوبك يديها تانى لصاحبها زميلى سا نيت.
فسأل كبير القضاة نخت سوبك:
-إيه رأيك فى اللى اتقال؟ وهل عندك رد أو أى كلام تانى عاوز تقوله؟
فلم يرد. ونظر فى الأرض. رفع كبير القضاة الجلسة للمداولة وإصدار الحكم. وعادت هيئة المحكمة إلى قاعة المحكمة مرة أخرى. قال كبير القضاة:
- بعد دراسة هذه القضية، والاستماع لأقوال كل الأطراف، ونظراً لما حدث من سرقة عدة شغل زميله فى العمل سا نيت، وهى مصدر عيشه، اللى مالوش غيره، قررت هيئة المحكمة بكل قضاتها أن يتم دفع ضعف قيمة عدة شغل سا نيت المسروقة إليه من السارق، بالإضافة إلى رد عدة الشغل نفسها المسروقة إلى سا نيت. وهى
فأس وإزميل ومقطف.
هنا صاح العامل سا نيت قائلاً:
- يحيا العدل.. يحيا العدل.. يحيا العدل.
جاء رجال الشرطة وقبضوا على المدعو نخت سوبك حتى يتم تنفيذ حكم المحكمة عليه ورد ضعف ما سرقه، ورد الأشياء التى سرقها إلى زميله العامل سا نيت.