عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان الدوام والثبات أبرز العلامات التى تميز حياة المصريين القدماء. فقد تغيرت اللغة والكتابة والديانة والأيقونات التى عرفتها حضارة وادى النيل خلال العصر المسيحى بدرجة أقل مما كان متوقعًا من بداياتها الأولى قبل ذلك بثلاثة آلاف سنة. وعلى الرغم من أن مملكة الأرضين كانت غير قابلة للتغيير، كان الأمر خلاف ذلك على الجانب الآخر. فقد ظلت وحدة البلاد، على المستوى الجغرافى أو السياسى، أملًا لم ير النور إلا قليلاً. وأطلق المصريون على تلك المنطقة من الشرق الأدنى القديم اسم «رتِنو» أو «خارو». وأسماها السوريون خلال الألف الثانى قبل الميلاد «كنعان»، اليونانيون والرومان اسم «فلسطين» Paestina. واستمرت «الأرض المقدسة» على امتداد القرون بلادًا لا تكشف عن وحدة متأصلة. وشهدت تناحرًا عرقيًا على امتداد خمسة آلاف سنة من التاريخ المدون. وشهدت سمات ثقافية جديدة وأفكارًا تنشد الذيوع، ولكن أقلها رضى بالاستمرار فى البلاد كثقافات راغبة فى التكامل مع ثقافة المكان. بلاد الشام أو سوريا التاريخية، أو سوريا الطبيعية (باليونانية: Σύρια)‏؛ و(باللاتينية: Syria)، هى اسم تاريخى لجزء من المشرق العربى يمتد على الساحل الشرقى للبحر الأبيض المتوسط إلى حدود بلاد النهرين. وتشكّل هذه المنطقة اليوم بالمفهوم الحديث كل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.

كان المجتمعان القائمان على جانبى تلك المنطقة التى تفصل بين قارتين – واستمرا – متباينين بصفة أساسية على المستوى الثقافى إلى الحد الذى يحول دون أية استعارة جوهرية يقوم بها أحدهما من الآخر. ومع ذلك كان السكان الذين تفصل بينهم سيناء يعون بوجود جيرانهم على الجانب الآخر. ولم يكن فى وسع حضور الآخرين إلا أن يؤدى إلى تفاعل ما حتى ولو عمل الطرفان على تجنب أى اقتباس قد يقوم به أحدهما من الآخر. وقد تكون مصر وآسيا قد نظرت كل إلى الأخرى بنوع ما من التوجس والريبة اللتين سعتا، بصورة واعية، نحو الحيلولة دون أى تفاعل متبادل، ولكن الأمر لم يخلُ مع كل ذلك من انتقال مؤثرات متميزة.

تكشف ثقافة فلسطين وسوريا، فى الفترة التى تمتد من الألف الثامن إلى الألف السادس، على وجه التقريب قبل الميلاد، أى ما يسمى بالعصر الحجرى الحديث السابق على اكتشاف الفخار، عن تطور مطرد فى أساليب الزراعة بما فى ذلك استئناس الحيوانات والاستقرار فى بلاد دائمة. وتعد مثل تلك النقلة السكانية، التى يمكن أن تكون قد حدثت بصفة جزئية مع بدء الجفاف فى المشرق، واحدة من أهم التغيرات التى طرأت على أسلوب الحياة فى تلك الفترة. وبينما قُدمت احتياجات الفلاح والقناص وسدانة الآلهة فى مصر، السبب الأول للتلاقى فى تجمعات بشرية، فإن الدفاع فى المشرق كان، فيما يبدو، على رأس الأولويات فى تفكير السكان. فكانت «أريحا»، وهى مستوطنة تضم حوالى ألفى نسمة، وواحدة من المستوطنات الأكثر قدمًا، محاطة بسور من الحجر، يبلغ سمكه حوالى ثلاثة أمتار وارتفاعه أربعة أمتار، وتتخلله أبراج ملاحظة.

مدير متحف الآثار-مكتبة الإسكندرية

‏Email: [email protected]