رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا أتصور أن أحدًا فى مصر أو الوطن العربى وإفريقيا لا يعرف مستشفى 57357 ودوره الإنسانى الرائد والسباق فى علاج عشرات الآلاف من الأطفال من مرضى السرطان، هذا الداء الخبيث الذى يقضى على الحياة قبل أن تبدأ، ومن ثم يدمر مستقبلًا لأجيالٍ وهى فى عمر الزهور، فما كان سوى أن وقف هذا الصرح الطبى وقفة تاريخية شجاعة، منذ بدايات الثمانينيات، حين تُوفيت طفلة مصابة بالسرطان بسبب نقص الإمكانيات، لتبدأ بعدها رحلة التبرع والحلم ببناء مستشفى خيرى مصرى مجهز على أعلى مستوى، ليتم افتتاح هذا الصرح الكبير فى الأول من يناير لعام 2007 كمؤسسة خيرية لا تهدف للربح، وتتبع وزارة التضامن الاجتماعى.. وتخضع لإشراف الجهاز المركزى للمحاسبات، وتنجح فى استقبال الآلاف والآلاف من الأطفال الذين لم يكن لدى ذويهم أمل يُذكر فى نجاتهم، لولا فضل الله الذى سخر وجود 57357 وقدرته على الاستمرار والتطور والنمو لعلاج سرطان الأطفال والوقاية منه بالبحث العلمى والتعليم المتطور والرعاية الصحية المتكاملة للأطفال مرضى السرطان مجانا وبجودة وعدالة ودون تمييز.

وعلى الرغم من أن مرض السرطان يعد من أعلى الأمراض من حيث التكلفة، إذ تتراوح فترة العلاج بين عامين إلى ثلاثة أعوام، غير أن المستشفى استطاع أن يكون له فرع بمدينة طنطا بدأ بسعة 60 سريرًا ليخدم الأطفال المرضى من منطقة الدلتا مخففًا العبء عن القاهرة وعلى أهالى المرضى الذين يتكيدون عناء السفر للقاهرة، وتم تجهيزه بأحدث التكنولوجيا والربط مع فرع القاهرة، لأداء المهام المطلوبة كافة لتقديم الرعاية الصحية بالكفاءة ذاتها، لكن لأن الرياح تأتى أحيانا بما لا تشتهى السفن، فبعد خمسة عشر عامًا من العطاء أصبح هذا الفرع بطنطا، مهددًا بالإغلاق بسبب ضعف التبرعات أو ثباتها فى الوقت الذى تزيد فيه قيمة العلاج والمستلزمات المطلوبة ما أدى لوجود أزمة مادية بدأت قبل عامين، واستمرت مع ظهور فيروس كورونا، وصولا إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التى أثرت على اقتصاديات جميع الدول، ومن ثم تأثرت المعطيات المادية لدى الأفراد والجهات المختلفة، فى ظل مصروفات للفرع تتجاوز الـ100 مليون جنيه، وتغطيته لجميع التكاليف من علاج وأكل وشرب، وجميعها من التبرعات، إذ لا يمكن تكليف أسر المرضى البسطاء بأى تكاليف، ورغم كل ذلك فإن المستشفى يستقبل مرضى من جميع أنحاء الجمهورية، وأيضًا من الوطن العربى، وتتم دراسة تجميد لعمل فرع طنطا لمدة عام أو عامين، على أن يستكمل المرضى علاجهم فى القاهرة.

ولأننا إزاء هذه الحالة وهذا السيناريو المؤسف بالنسبة لكيان علاجى بهذه الأهمية، فإننا جميعا مسئولون عن إنقاذه ولابد أن يكون لنا دورٌ إيجابى فاعل، خصوصًا أن المستشفى يخدم أطفال مصر والوطن بصورة فائقة وجهد كبير وإخلاص، ونخشى أشد ما نخشاه أن تؤثر هذه الأزمة على هذه المسيرة المشرفة فتستحيل إلى فجوة بعد أن اطمأن الناس إلى وجود مظلة علاجية كبرى تتحمل أعباء كثيرة للتخفيف عن الأطفال المرضى وذويهم، بعد أن كانوا يواجهون فى السابق قائمة الانتظار الطويل للعلاج من هذا المرض الذى لا يرحم، وإنها لضرورة قصوى ونداء أوجهه لكل صاحب ضمير وطنى وإنسانى مخلص، أن نسعى جاهدين لتقديم يد العون والمساعدة وتكثيف جهود التبرعات لإنقاذ هذا الصرح، ومحاولة إيجاد حلول على أرض الواقع لدعم المستشفى ماديا بشتى الطرق الممكنة سواء عن طريق تبرعات رجال الأعمال الشرفاء الوطنيين أو المؤسسات الأهلية أو حتى الإسهامات البسيطة من المواطنين، فهل يُلبى هذا النداء وتتضافر كل الجهود لمنع غلق مستشفى سرطان الأطفال بطنطا؟