عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التاريخ!

ما التاريخ؟

إن التعريف العلمى للتاريخ هو أن التاريخ حدث وقد انتهى.

إذًا ما التاريخ؟

وما التاريخ الذى يجب أن نكتبه؟

وكيف نكتب التاريخ؟

وهل هو التاريخ الرسمى أم التاريخ الشعبي؟ وهل هو التاريخ الذى يصدره البعض لنا، أم هو التاريخ الذى يجب أن نبحث عنه بأنفسنا، ويجب أن نصل إليه بقناعاتنا العلمية والفكرية والمعتقدية والشعورية والقناعتية؟

ومن خلال هذا الكتاب الجديد والمثير والمختلف، «ضد التاريخ»، والصادر عن «الدار المصرية اللبنانية» العريقة، للكاتب والباحث والمترجم والروائى والكاتب الصحفى الكبير الأستاذ مصطفى عبيد، ندخل إلى أرض جديدة فى الدراسات المصرية التاريخية الحديثة والمعاصرة بمنظور جديد تمامًا وبرؤية جديدة للغاية، تعادى المدرسة التقليدية فى تفسير وتناول وتأويل الأحداث التاريخية الحديثة والمعاصرة.

ويقدم الكاتب الكبير الأستاذ مصطفى عبيد التاريخ بمنظور مختلف ورؤية مغايرة. إن كاتبنا الكبير يزلزل الثوابت التى تربى عليها وعينا الجمعى لسنوات طوال دون أن ندرك أن هناك وجهات نظر عدة ومختلفة تمام الاختلاف عما قد تم حشو رءوسنا به طوال عمرنا المدرسى والجامعى من خلال تقديس بعض الأشخاص ونزع هالة القداسة عن البعض الآخر، ومن خلال طمس بعض الأحداث وتشويه وتعرية بعض الوقائع، وإسدال أستار النسيان والكتمان على بعض المواقف والأشخاص والأحداث.

إذا كنت تعتقد فى وطنية الزعيم مصطفى كامل المطلقة، فإن الأستاذ مصطفى عبيد يرى أن الزعيم مصطفى كامل لم يكن يدعو لطرد الإنجليز من مصر لا كى تصير مصر حرة مستقلة، وإنما كى تظل مصر قابعة تحت حظيرة الدولة العثمانية، ولا تخرج عن سلطانها، ولم يكن يدعو إلى استقلال مصر التام عن الباب العالى، كما كان يدعو بعد ذلك الزعيم الوطنى خالد الذكر سعد باشا زغلول. هذا فضلًا عن الكثير من الأمور والأحداث الحياتية والشخصية التى أخرجت الزعيم مصطفى كامل من الهالة التى صنعتها له ثورة يوليو 1952 بعد رحيله المبكر، وأكسبته دورًا أكبر مما يستحقه، ولم يحظَ بذلك التكريم وبتلك الحفارة، على سبيل المثال، الزعيم التالى محمد فريد. وتحدث كذلك عن الوجه الآخر لإسماعيل باشا صدقى الديكتاتور الذى كان مغايرًا وصريحًا، والذى أنقذ مصر من الأزمة الاقتصادية العالمية فى الثلاثينيات من القرن الماضى. وعرّفنا الكاتب الكبير بالسبب الكبير وراء تحول الأستاذ سيد قطب من ناقد أدبى إلى شيخ شيوخ المنظّرين للفكر المتطرف والإرهاب الدينى. وأوضح لنا الوجه الديكتاتورى للرئيس محمد نجيب الذى لم نعرفه عنه من قبل. وعرفنا الكثير عن صلاح سالم، أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، وعن الشارع الغلط الذى أطلق عليه اسمه، كما أشار كاتبنا وباحثنا الكبير المجدد الأستاذ مصطفى عبيد.

ويخبرنا الكاتب الكبير بأسباب حدوث الفرقة بين الزعيمين الكبيرين مصطفى النحاس ومكرم عبيد بعد أن كانا أكثر من صديقين ملتصقين. وماذا فعل رئيس الديوان الملكى أحمد باشا حسنين كى يفرقا بينهما، ما جعل مكرم عبيد يصدر كتابه الأسود مهاجمًا مصطفى باشا النحاس وزوجته زينب الوكيل وعائلتها.

ولماذا غنى المطرب العاطفى الشهير عبدالحليم حافظ، أو «الحلو والكداب»، على حد تعبير كاتبنا الكبير، تمجيدًا للزعيم جمال عبدالناصر؟ وهل كانت أغانى عبدالحليم حافظ نفاقًا لجمال عبدالناصر أم إيمانًا من مطربنا الأول بزعيمنا الأول، كما وصفهما الاستاذ نجيب محفوظ فى إحدى رواياته؟ ولماذا كرم البعض قتلة أو قاتل الرئيس أنور السادات الأول، وتحديدًا خالد الإسلامبولى، واعتبروهم من الأبطال على الرغم مما فعلوه من شماتة لا تليق بموت ذلك الزعيم الوطنى الكبير؟ وهل ما فعله الشاعر أحمد فؤاد نجم والكاتب القصصى يوسف إدريس والكاتب الروائى جمال الغيطانى من تقديس لخالد الإسلامبولى فى كتاباتهم، بسبب قتله للرئيس البطل أنور السادات، من البطولة أو من الشهامة أو من الإنسانية؟ وهل يعد سليمان خاطر بطلًا قوميًا أم قاتلًا للأطفال الإسرائيليين المسالمين؟ كل هذه الموضوعات المثيرة فى هذا الكتاب المختلف تمامًا.

مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية

Email: [email protected]