رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

لم ينس يومًا أنهما عملا معًا فى شركة واحدة، وأن هناك «عيش وملح» جمعهما لسنوات طوال فى العديد من مواقع التشييد والبناء، عشرة عُمر لا ينساها أولاد الأصول. ولذلك لم أتعجب من حرصه على حضور العزاء كاملًا لرفيق عمره وزميل دربه، فلم يكتف بحضور جزء بسيط مما يقرأه الشيخ لما تيسر من آيات القرآن الكريم، بل أصر على البقاء حتى انتهى العزاء كاملًا.

هكذا رأيت المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق الذى التقيته الخميس 14 يوليو 2022، بمسجد عمر مكرم، فى عزاء الدكتور إسماعيل عثمان رئيس شركة المقاولون العرب الأسبق.

إنه الوفاء الذى أصبح عملة نادرة بل لا وجود لها فى هذا الزمن، فقبل 13 عامًا شهدت نفس القاعة عزاء السيدة ماجدة موسى زوجة الدكتور إسماعيل. رأيت طوابير المعزين تصطف على رصيف عمر مكرم، الكل ينتظر دوره لتقديم واجب العزاء، عشرات الوزراء والمحافظين فى الخدمة وخارجها، وغيرهم من رجال القضاء، والشخصيات العامة ومشاهير المجتمع، ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف بكل أشكالها وألوانها، وأذكر أننى وقفت مع أحد رؤساء البنوك الكبرى على الرصيف، وهو ينتظر دوره لدخول المسجد لتقديم العزاء، ودار بينى وبينه حديث غير قصير حول صفقة أثارت جدلًا وقتها لبيع أحد البنوك الحكومية. وداخل القاعة كان الشيخ يختتم تلاوته كل بضع دقائق بـ«صدق الله العظيم» حتى يعطى فرصة لخروج المعزين وإخلاء مكانهم لاستقبال معزين جدد.

وسبحان من له الدوام.. بعد 13 عامًا وفى نفس القاعة يُقام عزاء الرجل الذى توافدت من أجله مئات الشخصيات من قبل، فلا أجد ربع هذا العدد. اختفت وجوه كثيرة كانت تقفز أمامه مثل «حبات الفشار» عندما كان فى أوج مجده الوظيفى والاجتماعى، توارت أسماء عديدة عن مشهد العزاء ممن تكون «لحم أكتافهم» من خيره عليهم.

وحده حرص المهندس العظيم إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق على تقديم واجب العزاء، حيث دخل القاعة من أحد الأبواب الجانبية بعد أن أدى صلاة العشاء بالمسجد، وببساطته المعهودة وتواضعه سار وسط القاعة، واختار مقعدًا عاديًا فى أحد الصفوف، وجلس إلى جواره المهندس سيد فاروق رئيس شركة المقاولون العرب.

حرص الكثيرون على مصافحة المهندس إبراهيم محلب وتحيته، وبعد أن هدأ الزحام حوله، جلست إلى جواره، ودار بينى وبينه حديث عن الدكتور إسماعيل عثمان، تحدث فيه المهندس إبراهيم محلب بكل تقدير عن الفترة التى عملا فيها سويًا بـ«المقاولون العرب» ودعا له بالرحمة والمغفرة.

إنه الوفاء الحقيقى الذى يجسده المهندس إبراهيم محلب، هذا الرجل الذى تربطه علاقة قوية بمختلف أطياف المجتمع، ولهذا حرص أغلب من كانوا فى القاعة على مصافحته، وهو واحد من أنزه الكفاءات الوطنية، ولذا لم استغرب مشاعر الحب التلقائية التى قابله بها الجميع، للإعراب عن غضبهم مما حاول بعض عناصر الجماعة الإرهابية ترويجه كذبًا وزورًا عنه.

لقد بلغ السيل الذبى من ماكينة الدعاية المغرضة التى تستهدف الدولة المصرية ورموزها، ومن عاثر حظهم أنهم وقعوا هذه المرة فى رجل لا يختلف اثنان عليه فى وطنيته ونزاهته وكفاءته.

ما حدث فى «عمر مكرم» لمسة وفاء من المهندس النبيل إبراهيم محلب الذى يتجاوز اسمه أى منصب رسمى.

[email protected]