رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طالب يقتل زميلته وقاضٍ يقتل زوجته وشاب ينتحر من سطح مبنى وحوادث غيرها تطالعنا بها يوميا مواقع التواصل الاجتماعى مع التركيز على كل ما هو غير مألوف!

 هل ما نراه يعتبر ظاهرة جديدة أو مستجدة نتيجة التغيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية (السلبية) طبعا؟ دعونا نتفق أن كل هذه السلوكيات المنحرفة عن السياق الطبيعى موجودة فى حياتنا من زمن بعيد بنسب مختلفة وتختلف ايضا من مجتمع لآخر.  اذًا ما الجديد؟

 فى نظرى إن وجود السوشيال ميديا وسرعة تداول الأخبار أسفرت  عن تسليط الضوء على كل ما هو سيئ وشاذ وغريب! ولكم أن تتخيلوا معى إن لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعى، هل كنتم ستسمعون عن كل هذه الأحداث بنفس الوتيرة وذلك الإلحاح؟

فى نظريات الاتصال الجمعى التكرار يمهد نهجا للإقناع فى ذهنية الجمهور، ومن هنا تتسرب الشائعات أو الأخبار الكاذبة Fake News من بين سيل الأحداث اليومية!

ونلاحظ أن أغلب وسائل الإعلام التقليدية تورطت وجعلت من السوشيال ميديا مصدرا للأخبار، بصرف النظرف عن صدقها من عدمه، المهم تحقيق ما يسمى (Trend) وهو مصطلح شائع فى الإعلام الاجتماعى نجده مختلفا فى ترجمته الى العربية، ويعنى الاتجاه أو التوجه، لكن فى السوشيال ميديا الترند يعنى الحدث الأكثر شهرة على كل المنصات، مثل الفيس بوك واليوتيوب وتويتر والتيك توك والسناب شات وانستجرام وغيرها! ما يعنينا ان الترند هو احدى مصائب العصر، لأنه  يبحث عن الانتشار والذيوع فقط دون تدقيق.

 بمعنى أن تحقيق الترند هو الهدف، وبعد ذلك البحث عن مصداقية الخبر! ونلاحظ ان كثيرا من المواقع الاخبارية أصيبت بداء الترند تنشر خبرا بعنوان زاعق يلفت الأنظار، فتدخل الى متن الخبر لتكتشف أنه لا علاقة البتة بين عنوان الخبر ومضمونه وهنا نقف أمام امر كارثي!

  إن الأخبار من هذا النوع تضلل المتلقى وتقدم معلومات غير حقيقية، وهناك أيضا من يضع فى العنوان معلومة تهم المتصفح وعندنا يبحث عنها يجد نفسه يتوه فى كلام مرسل لا معنى له! ولدينا نماذج صارخة تدلل على ما نقول، مثلا فى العنوان وفاة فنانة شهيرة فى حادث سير واذا دخلت الى الخبر تكتشف ان العنوان ليس سوى مشهد فى فيلم جديد لهذه الفنانة!

وقس على هذا أخبارا كثيرة من هذا النوع، والأخطر استغلال الحوادث المذكورة آنفا فى تحقيق الترند بنسج قصص، وذكر وقائع لم تحدث بما يشكل جريمة تزييف وعى الجمهور!

فى اعتقادى أن هذا المسلك يساهم فى تفاقم التأثيرات السلبية على المتلقى بمتابعته هذه الجرائم على مدار الساعة، وإن كنت أرى ايضا أن القضية تحتاج بحوثا متعمقة من علماء الاجتماع والأطباء النفسيين لتقديم تفسير لهذا السؤال، هل نحن أمام ظواهر جديدة أم أن الأمر يسير فى معدله الطبيعى؟ عموما أنتظر الإجابة!

وخلاصة القول، إن التأثيرات السلبية التى تتعرض لها عقولنا ربما هى نتيجة طبيعية للعوالم الافتراضية التى أصبحت تغلف فضاءات حياتنا على مدار الساعة، نتيجة التقدم التكنولوجى فى وسائل الاتصال وهو سلاح ذو حدين إيجابى وسلبى!

وللأسف لم نتعاط مع الإيجابى بكل انجازاته بشكل صحيح، إنما انصرفنا الى السلبى بكل موبقاته وتلك قضية اخرى! فى مجال الإعلام الرقمى أصبح المرء مخيرا بين وسائط مختلفة أكيد منها المفيد لتنمية الفكر والعقل، لكن فيها أيضا السيئ المدمر لعقول أجيال جديدة أضحت أسيرة هواتفها الذكية!      

 

[email protected]