رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجاوزت أغنية «تنطيط» الجديدة للفنان محمد رمضان، حاجز الـ١٨ مليون مشاهدة على اليوتيوب حتى كتابة هذه السطور، تلك الأغنية يمكن أن نطلق عليها تجاوزاً فقرة «تنطيط».

بدأت تلك الفقرة الاستعراضية بالبطل الذى يدخل «متحف تى»، ولا أدرى معنى الكلمة كى أكون واضحاً وصريحاً، فاعذرونى على جهلى وعدم درايتى بهذه المصطلحات التى تتجاوز قدرتى على الاستيعاب، المهم أن بطل الفقرة الاستعراضية، وبعد أن رفع شخص فى استقباله، علامة النصر، وسط طرقة على جانبيها تماثيل لجنود من العصر اليونانى أو أشبه بمقاتلى أسبرطة، دخل البطل صالة العرض والاستعراض، صالة مزدحمة بفتيات وعدد من الرجال يلتفون حول «ترابيزة» للعب القمار، ثم بدأ التنطيط، وبدأ كلام التنطيط، وحوار التنطيط، فى فقرة فنية لم تتجاوز مدتها بكل ما فيها من تنطيط دقيقتين و٣٢ ثانية تقريباً، ومن كلماتها الشاهدة على دلالتها «التنطيطية»:

تنطيط واسمع زغاريد بالآلى ومش مقاريط

بالفن وبالتخطيط بالرقص وبالتظبيط

لو لسه ما تعرفنيش سيرش عنى يا دراويش

ولا انت من المطاريش Monkey اتنطط عالنيش

تن تن تن تن تن تن تن تنطيط

وبعيداً عن دلالة هذه الكلمات وشغل التنطيط والتقليل من الآخر، واحتقار الآخر، جاءت تلك الفقرة الفنية، مثل غالبية سابقيها لم تخلُ من ظهور واستخدام سلاح نارى كأداة لوصف قوة وسيطرة البطل، ولم تخلُ تلك الفقرة أيضاً من كرسى الأسد، كما عودنا الفنان محمد رمضان فى غالبية فقراته الفنية السابقة مثل «أنا مافيا» و«نمبر وان» و«ملك الغابة».

تلك «الأنا الفنية» التى لا مثيل لها، والحالة التى لا شبيه لها فى فقراته الفنية، لم نرها من قبل، و يمكن أن نطلق عليها مشروع «عظمة الأنا»، مشروع عندما أكون حاضراً فلا أحد سواى، وعلى الجميع أن يتوارى خلف الأسوار أو يختفى داخل القبور، وعلى الجميع أن يعترفوا دائماً بأنهم فى منازل ومراتب أقل من «نمبر وان».

وكلها ساعات قليلة أو أيام على الأكثر، وستجد كلمات تلك الفقرة مكتوبة فى شوارعنا، وتغطى جدران «تكاتكنا»، وغزت أفراحنا، وأصبحت مرسومة على وجوه شباب مدينتنا، محفورة فى عقول وقلوب عدد كبير منهم، وتلك هى المعضلة الكبرى التى لا يدركها الفنان محمد رمضان، وإن كان يدركها فالمأساة أكبر وأعظم!!

ألا يعلم «نمبر وان» أن هناك من ربط بين ما يقدمه من أعمال، وبين انتشار الجريمة فى المجتمع، ألا يعلم «الأسطورة» أن شعبيته وتأثيره فى قطاع كبير من محبيه، تصل لتحويل كلمات فقراته الفنيه من ألفاظ وحركات لدستور حياة.

ألا يستوعب بطل «التنطيط» أن كثيراً من محبيه، يريد -كل منهم- أن يكون «قلب الأسد» والألمانى «ويرفع السلاح، ويسمع زغاريد بالآلى مش بالمقاريط» على حد وصف كلماته، وأن كثيرا منهم فى انتظار «الخبطة» لتحويل مسار حياته ليحمل السيجار ويقتنى السيارات الفارهة وسط مجموعة من الفتيات، ألا يعلم الفنان محمد رمضان أنه يتحمل مسئولية كبيرة عن انتشار تلك الثقافة وهذه الأحلام.

ألا يجب عليه أن ينصح الفنان معجبيه، ويشرح لمحبيه، الطريق والطريقة لجنى الأموال لتحقيق هذه الأحلام، التى يجلسون فيها على كرسى الفخامة «وعظمة الأنا»، بعيداً عن مسكة الآلى وسماع الزغاريد وسط المعجبات، ألم يسمع «نمبر وان» لرباعية صلاح جاهين:

ياللى نصحت الناس بشرب النبيت

مع بنت حلوة.. وعود.. وضحك.. وحديث

مش كنت تنصحهم منين يكسبوا

تمن ده كله؟.. ولا يمكن نسيت

قد نتفهم قبول الفنان لأدوار لا يرضى عنها فى بداية مشواره الفنى، ونستوعب أيضاً فرض عدد من المنتجين لمثل هذه النوعية من الأعمال عليه، أما الآن وقد أصبح الفنان قادراً على الإنتاج لنفسه، فليس هناك داع إذًا لتقديم مثل هذه النوعية من الفقرات الفنية، فلا هو يحتاج الى شعبية، ولا يحتاج لمثل هذه النوعية لكسب المزيد من الأرباح.

لدىّ قناعة أن موهبة محمد رمضان الفنية كبيرة جداً، وآن الأوان أن يغير رمضان اتجاهاته وينتقى اختياراته الفنية، لصناعة وتقديم رسالة تليق بموهبته الكبيرة، ولا يجب عليه أن يخاف من اهتزاز نجوميته أو زوال شعبيته، تلك الحالة من الخوف التى وصفها وعبر عنها شاعرنا الكبير صلاح جاهين فى رباعية، قال فيها:

يا نجم نورك ليه بيرتجف؟

هو انت قنديل زيت؟ أو تختلف

أنا نجم عالى.. بس عالى قوى

وكل ما انظر تحت أخاف اتحدف

عجبى!!!!

 

 

[email protected]