عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعد الملكة حتشبسوت من أشهر وأقوى ملكات مصر القديمة. وكانت حياة هذه الملكة الشهيرة مثيرة. وكان موتها وسر اختفائها من مسرح الأحداث أكثر إثارة. وتأتى البداية حين تزوج الملك تحتمس الثانى من أخته غير الشقيقة حتشبسوت، ابنة الملك تحتمس الأول والملكة أحمس، وأخت الملك وزوجة الملك الكبرى. وورثت حتشبسوت منصب «زوجة الإله آمون» من ميريت آمون، واستخدمته كلقبها المفضل. وبدأت ملكة مصر الجديدة بناء مقبرة لها فى منطقة بعيدة فى طيبة الغربية، ثم تركتها إلى مقبرة جديدة فى وادى الملوك، الخاص بدفن الملوك من الرجال، تحمل رقم 20.

أنجبت حتشبسوت لأخيها الملك تحتمس الثانى ابنة وحيدة هى الأميرة نفرو رع، دون وريث ذكر. والآن يموت هذا الملك، بعد نحو ثلاثة عشرة عامًا فى الحكم، فيذهب الحكم إلى ولده الأمير تحتمس الثالث، الذى كان ابنًا لتحتمس الثانى من إحدى نسائه من الحريم الملكى، السيدة إيزيس. ونظرًا لأن تحتمس الثالث كان طفلاً، وكانت أمه إيزيس غير مؤهلة للوصاية عليه؛ لأنها ليست من الدم الملكى، قامت الملكة الطموح والقوية حتشبسوت بالوصاية على ابن زوجها الأمير الصغير لفترة ما.

ثم داعبها طموحها وبريق السلطة وروعة العرش وإغراء الحكم، فتصرفت كأنها ملك ذكر. وتم ذكرها فى النصوص وتصويرها فى المناظر فى هيئة الملوك الرجال. وأخذت لقبًا جديدًا هو «سيدة الأرضين»، الذى كان مساويًا للقب الملك المصرى التقليدى «سيد الأرضين». وقامت بتشييد مسلتين أمام بوابة الكرنك، وأصبحت ملكًا، ونقشت ألقابها الجديدة بفخر على آثارها. وحدث هذا فى العام السابع من حكمها، واتخذت الألقاب الملكية الخمسة التى كان يأخذها الملوك لأنفسهم.

اسمها الكامل هو «غنمت - آمون حتشبسوت» ويعنى «المتحدة مع آمون، أفضل النساء». ولم تنس الملك تحتمس الثالث، واعتبرته كحاكم مشارك معها، وتم التأريخ بسنوات حكمهما معًا ابتداءً من العام الأول لتوليه العرش، غير أن حتشبسوت كانت هى فقط ملك مصر المسيطر. ونحو نهاية حياتها، حصل تحتمس الثالث على مكانة مساوية لها.

من الأشياء المشهورة من فترة حكم الملكة حتشبسوت قصة «الولادة الإلهية» التى سجلتها على جدران معبدها الشهير بالدير البحرى بالبر الغربى للأقصر. وخلاصة هذه القصة المثيرة هو أن الملكة حتشبسوت ادعت أنها ابنة الإله آمون، رب طيبة والدولة الحديثة، وأن ذلك الإله أعجب بأمها الملكة أحمس، وعاشرها معاشرة الأزواج، وأنجب منها الملكة حتشبسوت كى تكون الوريث الشرعى لحكم البلاد. وتم تمثيل الملكة أحمس فى شكل الربة «موت»، زوجة الإله آمون، وتم تصوير الإله آمون فى صورة زوجها البشرى، الملك تحتمس الأول، والد حتشبسوت. وأجمل ما فى هذه القصة هو رقى المصرى القديم فى تصوير اللقاء الحميم بين الإله والملكة، فتم تصوير الإله يلامس الملكة باليد كناية عن التواصل الجسدى بينهما دون التعبير الصريح عن ممارسة الحب بينهما. وحملت الملكة أحمس فى طفلتها الجميلة التى قام الرب الخالق، خنوم، بتشكيلها على عجلة الفخرانى، وفقًا للديانة المصرية القديمة. وتختم القصة أحداثها بأن الأب تحتمس الأول رحب بإرادة الإله آمون وأعلن على الشعب أن طفلته حتشبسوت شريكته فى الحكم، وأوصى بأن تتولى الحكم من بعده.

[email protected]