أعلن الفنان أحمد أمين استعداده لإنتاج أول فيلم كرتون مصرى يحمل شخصيات تمثل أيقونات لمواجهة طوفان التدهور الأخلاقى الموجه إلى أطفالنا. ونحن لا نستطيع التصرف حيال أفلام موجهة تحمل قيماً أخلاقية مخالفة للدين والعادات والتقاليد الشرقية والعربية والإسلامية التى نستمد منها القوة لمواجهة طوفان الإعلام الغربى الموجه إلى الشرق.
والحقيقة أنه تم ابتكار شخصية بكار فى التسعينيات، إلا أن المشروع لم يكتمل. والمطلوب تكاتف كل الجهود من وزارات الثقافة والإعلام والشباب والرياضة للمساعدة فى إخراج مثل هذه الأفكار المتميزة للنور والمساهمة فى استمراريتها عن طريق طرح مسابقة بين الشباب والإعلان عنها فى كل القنوات التليفزيونية والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى ليشترك فيها كل من لديه الموهبة والقدرة على ابتكار شخصية أو شخصيات مصرية وعربية بكل ما فيها من تفاصيل، مثل الملامح والأزياء واللغة والهوية المصرية بحيث تكون سلسلة من الحلقات التى يمكن أن يؤديها الفنانون المشهورون بأصواتهم وتكون هناك إمكانية للتسويق للبلاد العربية. بحيث يصبح فى النهاية لدينا منتج عربى يبث الأخلاق والقيم والتقاليد والمفاهيم الأصيلة بشكل غير مباشر ومشوق وجذاب (لعبة البحث عن الكنز مثلاً) وبالتالى يمكنها أن تستهوى الأعمار السنية من 7 سنوات إلى سن المراهقة ويمكن فى إطار التسويق للمنتج ترويجه على هيئة لعبة تنزل على التليفونات المحمولة للأولاد مع الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية للجهة المنتجة.
ويمثل هذا مشروعاً ثقافياً تشترك فيه كل الوزارات سابقة الذكر حتى يمكن تحديد محتواه وعدم التضارب بين الأهداف والجهات المنتجة وتقسيم الجهود بين رسامى كاريكاتير وملحنين ومغنين ومتخصصين فى البرمجة ومؤلفين شباب وكتاب وأدباء ومصممى أزياء ومتخصصين فى التسويق والدعاية والإعلان بحيث يكون لدينا إما كرتون خاص بنا أو لعبة على النت ومواقع التواصل مشوقة وجذابة وذات أخلاقيات رفيعة. وهو مشروع ضخم يحتاج إلى إعداد وتجهيز ومراجعة وتمحيص بعيداً عن الرجوع إلى شخصيات الفراعنة... جيل اليوم يحتاج إلى شخصية تشبههم وتعانى مشكلاتهم وضغوطهم وتحدياتهم وليست شخصيات خيالية بعيدة عن واقعهم، فهل من مستجيب؟
مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية