رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تقع ميدوم على بعد نحو 25 كم من مدينة «الواسطى» شمال محافظة بنى سويف. وعُرفت فى النصوص المصرية القديمة باسم «مرتم» التى ربما تعنى «بحيرة الإله آتوم»، وأصبحت فى العربية ميدوم. وشهدت أرض ميدوم مرحلة مهمة من مراحل تطور المقبرة الملكية متمثلة فيما يسمى بالهرم الناقص، والذى كان يتكون غالبًا من ثمانى إضافات، ثم كُسيت من الخارج لتبدو فى شكل الهرم. ووصل تطور بناء الأهرامات إلى ذروته فى عهد الملك سنفرو، والذى قام بعدة محاولات للوصول إلى الشكل الهرمى الكامل. فنرى هرم ميدوم الذى بناه الملك سنفرو. ونرى بناءه لما يُعرف بالهرم المنكسر ثم وصوله إلى الشكل الهرمى الكامل فى عمارة الهرم الأحمر فى دهشور.

ويضم هرم ميدوم المعبد الجنائزى، والطريق الصاعد، ومعبد الوادى. وهذه هى أقدم مجموعة هرمية. وعُثر على جدران المعبد الجنائزى على نص كتبه زوار المنطقة فى عهد الملك تحتمس الثالث ونسبوا الهرم للملك سنفرو. ولم يبدأ هرم ميدوم عند بداية تشييده بالشكل الهرمى، بل كان عبارة عن مصطبة ذات قاعدة مربعة الشكل مدخلها إلى الشمال. وفى الأصل كان الهرم مكون من سبع مصاطب لم يبق منها حاليًا إلا أربع مصاطب فقط؛ حيث يبلغ ارتفاع الهرم 45 مترًا من بداية قاعدته الأولى إلى قمته. ولم يُقدر لهذا الهرم أن يكون هرمًا مدرجًا حيث إنه تم ملء الدرجات بالأحجار ثم غُطى كل البناء بطبقة ناعمة من الحجر الجيرى.

يقع المدخل على ارتفاع 25 مترًا من الناحية الشمالية. وينحدر منه ممر الدخول لمسافة تبلغ 57 مترًا. وقد يكون لهذا الممر باب من الخشب لإغلاقه عند نهايته السفلى، فلا يزال مكانه واضحًا إلى الآن، ثم يسير قليلًا إلى الاتجاه الأفقى، فى ممر يبلغ طوله 10 أمتار، ثم نجد فى نهاية الممر بهوين صغيرين على صورة دهليز، ثم يتحول إلى بئر عمودى يصل إلى غرفة الدفن. وتقع حجرات الدفن فى مستويين مختلفين، فنصفها فى باطن الأرض، بينما النصف الآخر فوق الأرض داخل جسم المصطبة نفسه.

ويقع المعبد الجنائزى إلى الناحية الشرقية من الهرم. وكانت لهذا المعبد أهمية كبيرة حين اكتشفه بترى حين كان المعبد أقدم معبد جنائزى مكتشف إلى عام 1891 م. والمعبد عبارة عن مبنى صغير يصل إليه عن طريق ممر خالٍ من النقوش إلا من بعض مخربشات الجرافيتى. أما معبد الوادى فقد أثبتت الاكتشافات الحديثة أن المعبد يقع بالكامل تحت مستوى المياه الجوفية مما تصعب معه عملية الحفر واكتشاف أجزائه.

تضم جبانة الهرم مجموعة من المصاطب المهمة، منها المصطبة رقم 17 المجاورة للهرم، والتى لا نعرف اسم صاحبها، والتى تضم أقدم تابوت من حجر الجرانيت. ويتم الدخول إلى الأجزاء الداخلية من خلال مدخل فتحة اللصوص. وما يزال المدخل الأصلى يزال مغلقًا. وهناك المصطبة الشهيرة، للأمير «رع حتب» وزوجته «نفرت» صاحبى التمثالين الشهيرين فى المتحف المصرى، ومصطبة الأمير «نفر ماعت»، وزوجته «أتت»، والتى تضمنت جدرانها بعض الصور الجدارية الملونة، من بينها لوحة «أوز ميدوم». وما تزال منطقة ميدوم تحفل بالآثار الجميلة الرائعة.

مدير متحف الآثار-مكتبة الإسكندرية

[email protected]