رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

تدهور الأخلاق أدى إلى فساد الذمم، وبالتالى انتشر عدد من الظواهر السلبية التى تحيط بالسياج الاجتماعى الدينى لمنظومة الزواج المصرية. وكما أن هناك عدداً من الأهالى يتحايلون على منظومة القوانين المصرية لتسنين البنات لتسهيل زواجهن دون أن يبلغن السن القانونية. أو أن كثيراً من القرى التى تشتهر بتزويج بناتها للأثرياء العرب خلال فترات الإجازة والتصييف، وما ينتج عن ذلك من إشكاليات فى النسب والمواريث وغيرها من قوانين الزواج والطلاق والأحوال الشخصية المختلفة. يستوجب الوضع الحالى حملة واسعة من وزارتى الأوقاف والعدل المصرية لنشر الوعى بخطورة مفهوم الزواج العرفى (السرى) على البنات صغيرات السن أو ممن تنقصهن الخبرة الحياتية واندفعن لتصديق الكلمات المعسولة من شباب مستهتر لقضاء أوقات محرمة تحت بند الزواج العرفى المعترف به.

وهناك العديد من الزوجات اللاتى ترفض توثيق العقد العرفى للزواج حتى لا ينقطع المعاش الشهرى الذى تقبضه عن زوجها الأول المتوفى. وبالتالى فهى تلجأ إلى التحايل حتى لا تعلم عنها السلطات شيئاً.

نحن فى منحدر أخلاقى لأن الأسرة المصرية فقدت دورها فى التربية والتوجيه، وضاعت البوصلة الأخلاقية وأصبحت القوانين هى السوط الرادع لمن تسول له نفسه التلاعب بالفتيات سواء كان زميلاً فى مدرسة أو جامعة أو مدرساً فى درس خصوصى أو جاراً فى شارع أو صديقاً لأخيها.

ماذا يمكن أن تفعل وزارة الأوقاف لنشر الأحكام الفقهية المترتبة على الزواج العرفى أو السرى وما يترتب على ذلك من أكل لحقوق الناس بالباطل أو التلاعب فى المواريث والنسب وغيرها، وكيف يمكن أن نستغل العلم الحديث إذا ما أنكر طرف من الطرفين حدوث الزواج أصلاً، وتتبع ذلك تمزيق أو إتلاف أو حرق ما يثبت ذلك الزواج المزعوم. وهل تكفى شهادات الشهود أو الرسائل أو الصور على الموبايلات لحسم الموقف؟ وماذا إن استمرت القصة سنوات طويلة؟ ما الذى يحدث للأطفال إن حدث حمل ولا يعترف به الأب؟ هل هناك إمكانية للتعاون بين الوزارتين لإنشاء صيغة قانونية معترف بها توزع على كل مكاتب الشهر العقارى والمحامين بحيث يمكن لأى طرف الاحتفاظ بحقه إذا ما تم التنازع يوماً من الأيام وهل هناك إمكانية لوجود موقع على النت لاستقبال الشكاوى والتساؤلات والاستفسارات عن هذا الموضوع للرد القانونى والفقهى السليم وكيف يتم الطلاق أو الخلع فى هذه الحالة وعقد الزواج غير موثق؟

وماذا إن أرادت الزوجة الزواج مرة أخرى رسمياً بعد فترة وظهر الزوج الأول يهددها بالورقة المزعومة، هل هى هنا تجمع بين زوجين؟ كلها تساؤلات تحتاج إلى وقفة جادة ونقاش موضوعى بعيداً عن التعصب أو الصوت العالى لأن الظاهرة موجودة منذ سنوات عديدة وكل الجهود للقضاء عليها باءت بالفشل، فهى فى ازدياد وسن الفتيات غالبا دون الرابعة عشرة. فما العمل؟!

--

مدرس علم النفس بكلية الآداب- جامعة الإسكندرية