عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

لعل قومى يهتدون، يفكرون، يركزون، يستبشرون، لعلهم يتعلمون مما حدث حتى لا يقعوا ضحية مرة أخرى لمستريح جديد يلهف أموالهم، وتحويشة عمرهم، ويتركهم على الحديدة.

والذى كان يحدث من المستريحين السابقين كوم، وما حدث فى جريمة مستريح إدفو، مصطفى البنك كوم لوحده، تسبب سقوطه فى قبضة رجال الأمن بعد مطاردته فى جبال إدفو، فى استشهاد لواءين من أكفأ رجال وزارة الداخلية هما اللواء منتصر عبدالنعيم أبودقة، وكيل الإدارة العامة للأمن والتحريات بقطاع الأمن العام، ابن محافظة قنا مركز قفط، واللواء أحمد محيى، مساعد وكيل الإدارة العامة لجنوب الصعيد، ابن المنيا، واللذين تم توديعهما فى جنازتين عسكريتين من مسقطى رأسيهما وسط حزن شديد من آلاف المشيعين، كما استشهد فى الحادث المجندان أحمد صديق وأحمد سعودى، وكان الأربعة يستقلون سيارة تعرضت لحادث مرورى أثناء مطاردة مستريح إدفو، الذى حاول الهرب بالأموال التى جمعها من المواطنين بحجة توظيفها من خلال تجارة المواشى.

ماذا ينتظر الغافلون حتى يفيقوا، ويتأكدوا أن عصفوراً فى اليد أفضل من عشرة على الشجرة، وهذا العصفور توفره لهم البنوك كعائد لمدخراتهم لأنه مضمون، أو أن تنشئ وزارة الصناعة والتجارة وهيئة التنمية الصناعية مشروعات صغيرة لاستثمار أموالهم فيها، لزيادة الإنتاج، والحد من الاستيراد.

 إن طريق المستريحين هو طريق الشيطان الذى يسلكه إما يفقد نفسه أو يفقد أمواله.

إن ظاهرة شركات توظيف الأموال فشلت لأنها كانت تجارة باسم الدين لضرب الاقتصاد الوطنى وتم كشف ألاعيبها عن طريق الدراما فى خمسة أعمال ما بين أفلام ومسلسلات وشاهدها ملايين المصريين فى منازلهم من خلال السهر أمام التليفزيون، وضحكوا على المقالب التى وقع فيها الضحايا، وشربوا أطناناً من الشاى والسجائر والتسالى أمامها، ورغم ذلك ما زالوا يقعون فى شباك المستريحين حتى وقعت الجريمة الدامية التى دفع بسببها قياديان بالشرطة حياتهما لوأد هذه الظاهرة التى نتمنى أن تكون ختام مقالب المستريحين عندما نتذكر شهداء الشرطة الذين غامروا بحياتهم لضبط المستريح الذى زعم أنه البنك.

الأعمال الدرامية التى تناولت ظاهرة المستريحين وأصحاب شركات توظيف الأموال هى فيلم العتبة الخضراء الذى قام فيه الفنان أحمد مظهر بدور محتال أوهم أحد رجال الصعيد الذى باع أرضه لاستثمارها فى الفاكهة «إسماعيل ياسين» بأنه يمكنه أن يبيع له العتبة وتوالت الأحداث المضحكة فى كل مرة يحصل فيها المحتال على أموال الصعيدى وفيلم كراكون فى الشارع الذى يحكى قصة مهندس وزوجته، عادل إمام ويسرا، بعد سقوط منزلهما وإقامتهما فى الإيواء حتى ظهر مقاول جمع أموال أصحاب المنازل المنهارة وهرب وفيلم «الخروج من المأزق» الذى يحكى قصة رجال من أصحاب شركات توظيف الأموال، بطولة: يحيى الفخرانى وإيمان وأحمد توفيق. ومسلسل العنكبوت الذى يحكى عن النورى الذى سرق أموال أهالى قرية لصالح صحفى وأقاما شركة توظيف أموال، وهو بطولة: أحمد عبدالعزيز وياسر جلال ونرمين الفقى، وأخيرًا مسلسل «الريان»، الذى ناقش قضايا شركات توظيف الأموال من خلال شركة الريان بطولة: خالد صالح وصلاح عبدالله وباسم السمرة، وكشف المسلسل جميع الخبايا فى هذه القضية، ورغم ذلك التناول الدرامى ما زال الناس يقعون فى قبضة المستريحين بحثًا عن الكسب الكثير والسريع ولكنهم يكتشفون بعد حصولهم على عدة أقساط أنهم وقعوا ضحية نصاب يهرب بأموالهم، وتكررت الظاهرة تقريبًا فى جميع المحافظات وكان أبشعها ما حدث فى أسوان التى تابعها رواد السوشيال ميديا من خلال الفيديوهات التى توسع فيها مصطفى البنك جهارًا نهارًا وعلنًا دون خوف.

مصطفى البنك الذى سقط فى قبضة الشرطة، سائق توك توك عمره نحو 35 عامًا سبق الحكم عليه فى قضايا جنائية وتم حبسه، واتجه بعد خروجه من السجن إلى النصب والاحتيال على المواطنين فى تجارة الماشية، وبدأ اسمه ينتشر بمحافظة أسوان، وأصبح الأهالى يرجونه لأخذ مواشيهم مقابل حصولهم على عائد مادى كبير، وبدأ «البنك» فى تشغيل عدد من أقاربه كمندوبين فى جمع الماشية من المواطنين مقابل مرتبات خيالية. بدأ البنك يتأخر فى سداد العائد لأصحاب المواشى، ودبر خطة للهروب بعد أن زعم لأصحاب المواشى أنه تعرض لعملية نصب واختفى فى جبال إدفو حتى وقعت عملية استشهاد رجال الشرطة وضبطه.

يا ريت أهالينا يتعظون، ولا يقعون فريسة لمستريح جديد، كفاية كدة، لا تعرضوا أنفسكم للدغ من مستريح جديد لأنه سيهرب كما هرب الآخرون ويحق فيكم القول بأن الذين يسلمون أموالهم لسائق توك توك مغفلون، مثلهم مثل الذين يسلمون عقولهم لتجار الدين.