رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عشرون عامًا مضت ما بين فيلم «الناظر» لـ أحمد عبد الله وعلاء ولى الدين وشريف عرفة وفيلم «من أجل زيكو» لـ «منة شلبي» و «كريم محمود « و «بيتر ميمي».. تلك السنون تؤكد أن التعليم فى مصر أصبح سلعة لأصحاب المال وأن الكفاءة والعلم لن تكون من نصيب المجتهد أو من يملك الموهبة والذكاء حيث البيئة المحيطة سوف تقف حائلًا بينه وبين التفوق والحصول على العلم ومن ثم الوصول إلى عالمية «زويل»... فى فيلم «الناظر صلاح الدين» قدم المخرج مع المؤلف رؤية تاريخية عن مصر مهد العلم والحضارة وأصل المعرفة والتعليم وكيف أن المصرى من يومه قادر على التدريس وعلى التعليم وتقديم هذه المهنة الخالدة التى علمت البشرية أبجديات الحضارة الإنسانية وحتى وإن كانت هناك شوائب قد عرقلت مسيرة التعليم وجعلت «صلاح» يرسب فى الثانوية العامة ويكره المدرسة ولا يستطيع أن يديرها ويعرف كيفية التعامل مع التلاميذ من جيل الألفية إلا أنه بمساعدة مجموعة مخلصة من المدرسين استطاع أن يتواصل مع الجيل الجديد آنذاك ويفهم لغتهم وأسلوبهم ويحاول أن يحفزهم للوصول إلى المسابقة وينجح هو وتلاميذه وفريقه ويحصل على الجائزة وعلى الثانوية وينهى الفيلم وهو يستقبل طفله الرضيع الذى سوف يكمل المسيرة ويغنى نشيد الصبح فى المهد..

على الجانب الآخر فى فيلم من «أجل زيكو» نجد بيئة مدمرة وأسرة مهلهلة كئيبة فقيرة فى المال والفكر والخلق ما بين الأب سائق عربية تكريم الإنسان أو الموتى والأم الجاهلة التى لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولكنها تتشاجر ليل نهار مع زوجها لقلة المورد، والجد الذى يعانى من زهايمر وحب الكرة وشهوة النساء والعم الذى لا يعرف أى مهنة أو حرفة ويقضى يومه وليله فى تعاطى المخدرات والحلم بأن يصبح مطرب مهرجانات ؛ فى ظل هذا المناخ وتلك البيئة الطاردة نجد الطفل «زيكو» الذى يأتيه خطاب من المدرسة باختياره من أذكى ثلاثة أطفال على مستوى الجمهورية وأن الوزارة تدعوه وأسرته لأن يحضر المسابقة فى واحة سيوة ويقيم مع الأسرة لمدة يوم.. وهنا تلمع الأحلام الواهية فى مخيلة الأم والأب والجد والعم والكل يتصور أن هذا الطفل الذى يدرس فى مدرسة حكومية قد هباه الله عبقرية وذكاء وأنه حقًا سوف يكون من ضمن ثلاثة أذكى طلاب فى مصر.. وتبدأ الرحلة الحزينة المحيطة فى عربة الموتى وقد سرقها الأب من صاحب العمل دون أذنه وسار بها مع العائلة فى الصحراء حتى لا يقع فى الكمين وتتوالى المصائب والمفارقات وتحضر الأسرة حفلة تنكرية فى الصحراء لنرى التفاوت الطبقى ويصل الطفل وأسرته إلى المسابقة بعد صراع مع الجوع والفقر والمجرمين ليفاجأ أنه تسلم الخطاب عن طريق تشابه الأسماء ومع هذا تصر الأم على استكمال المسابقة لتكتشف أن ابنها لا يعرف شيئًا ولم يتلق أى تعليم مقارنة بالآخرين الذى يدرسون فى مدارس أجنبية دولية.. وينتهى الفيلم بعد أن يغنى الطفل «زيكو» «الغزالة رايقة» ويصبح نجمًا هو وأسرته.. هذا هو التعليم الجديد الذى يزيد الفقراء فقرًا والأغنياء ثراء كما قدمه الفيلم وأن أقصى أمنيات هؤلاء أن يصبحوا مطربى مهرجانات.. «منة شلبي» و«كريم» نجوم والإخراج جيد لكن الإيقاع بطئ والموسيقى التصويرية لم توظف.. القضية أن التعليم لمن يملك وليس لمن يعرف أو يقدر...