عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

 

 

أكثر من ٣ شهور مرت على الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت كفيلة لقراءة المشهد واستيضاحه.. تخطيط روسى تم التجهيز له منذ 7 سنوات بضم القرم لها، متبوعًا باعتراف بوتين باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا كجمهوريتين مستقلتين، رغمًا عن الغرب، وتوقيع اتفاقيات معهما كقاعدة لها تستخدم كعصا ضد أوكرانيا، تمهيدًا لغزو أراضيها والاستيلاء على العاصمة كييف لأهداف عدة: منها: تأمين حدود الأراضي الروسية وإبعاد حلف الناتو عن فكرة ضمها له.. إظهار روسيا كقوة عظمى، مع إعادة مجدها قبل تسعينيات القرن الماضى بعد تفتت دول الاتحاد السوفيتي بفعل فاعل «الغرب وأمريكا».. استغلال حالة الوهن الأمريكي التي دفعها إلى الانسحاب المهين من أفغانستان، وفشل كل توقعاتها ومعلوماتها الاستخبارية بشأنها، وتقليص وجودها في العراق، وضعف نفوذها في سوريا بعد تواجد النفوذ الروسي بقوة، وخفوت صوتها في الملف الليبي، وتخبط سياستها في الملف الإيراني.. ومناهضة النفوذ الأمريكي كقوة عظمي وقطب أوحد صاحب القرارات الانفرادية- غزو العراق، وتدمير أفغانستان مثالًا.. هذا عن تطلعات الدب الروسي.

أما عن صقور البيت الأبيض فنري كيف استغلت أمريكا خلافات روسيا الحدودية وكيف أججت الحرب بتلميحاتها المبكرة للحرب قبل الدخول فيها؛ ذلك لاستنفاد طاقة الروس العسكرية والاقتصادية، وضرب الصين «العدو اللدود» وإضعافها في حليف قوي كروسيا، بتوقيع أقصي وأقسي العقوبات الاقتصادية علي روسيا دون النظر لتطورات الحرب وتداعياتها الاقتصادية القاسية والعنيفة علي الشعوب والدول ذات الاقتصادات المتواضعة عامة، وأرواح الأوكران وتشريدهم خاصة.. وتضييع أبسط حقوقهم في الغذاء وتحديد المصير.. وهم المتشبثون دومًا بحقوق الإنسان.

ناهيك عن الناحية الاقتصادية، بفرض هذه العقوبات على روسيا، وتجميد الأموال الروسية لديها، ما يؤدى إلى تراجع قيمة الروبل الروسي، وارتفاع أسعار النفط، وتعزيز قوة الدولار، والإسراع في نقل رؤوس الأموال الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعيد مكانة الولايات المتحدة مرة أخرى، ويرفع معدلات صادراتها من الأسلحة»ورأت أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تحقق فقط هدف احتواء روسيا، لكن دفع أوروبا نحو الفوضى؛ حيث ستؤدي الاضطرابات الأوروبية إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي بصورة أكبر على الولايات المتحدة، إضافة إلى تعزيز النفوذ الأمريكي على أوروبا لذلك نري كيف كان الأمريكان يروجون لحرب اقتصادية، من خلال عقوبات مقيدة، كرد فعل، ويستبعدون العمليات والتدخل العسكري. إذن فكل له مآربه في هاتين الحربين، ضاربين عرض الحائط بحقوق هذه الشعوب وغير عابئين بمدي تأثيرهما، سواء العسكرية للروس من جانب، والاقتصادية للأمريكان من جانب آخر ما يؤكد أكذوبة حقوق الإنسان لدي الغرب.