رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما أنتج الأستاذ جمال الليثى فيلم «صاحب الجلالة» كان الفيلم يُعرض بسينما ريفولى، وكعادته كان يحضر عروض أفلامه وسط الجماهير المتفرجة لكى يدرس ويتلقى انفعالات الجماهير وتعليقاتها، ففوجئ بمدير السينما يهرول إليه لكى يخبره بأن الدكتور عبدالقادر حاتم- وكان فى تلك الفترة نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة، اتصل تليفونياً ويريده أن يتصل به على الفور، وبالفعل اتصل به ليخبره دكتور عبدالقادر بأنهم اختاروه ليرأس شركة القاهرة للسينما، وهى ثالث شركات القطاع العام للإنتاج السينمائى، كان كل ما يشغل بال جمال الليثى فى ذلك الوقت الأسلوب الذى سيتولى به إنتاج الشركة الجديدة ووصل إلى قناعة هامة هى أن الدولة فى هذه المرحلة كانت تتبنى فكر وثقافة كتابنا الكبار، ومنهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف السباعى، واحتفت بإنتاجهم الأدبى وكان لا بد له أن يحتضن هذا الفكر الممثل فى الإنتاج الروائى فى كتب هؤلاء المفكرين وتحويلها إلى أفلام وكانت أحدث روايات الأستاذ نجيب محفوظ هى «الطريق» وكانت تثير جدلًا نقديًا كبيرًا وبالفعل بيعت وكانت تعد لتكون فيلماً يخرجه حسام الدين مصطفى وينتجها سعيد الدفراوى وجاء الأستاذ حسام الدين لجمال الليثى ليعرض عليه أن تتولى شركة القاهرة للسينما الإنتاج، على أن يكون سعيد الدفراوى منتجاً منفذاً، ووافق بالفعل.. وبعد أن انتهى السيناريو وقدموا له قائمة الممثلين المرشحين وبنظرة واحدة أدرك أنه أمام كاست متنافر واجتمع بهما وسألهما إذا كان عندهما مانع أن يسمعا تصوره وترشيحاته لأدوار الممثلين فلم يعترضا، فقال إنه يريد للفيلم نجوما كبارا لهم قاعدة جماهيرية وشعبية ضخمة وفى تصوره أن أنجح من يمثل دور البطولة رشدى أباظة، أما دور أمه بسيمة عمران فأصلح من تقوم به الفنانة تحية كاريوكا والبنت البريئة التى أحبها يجب أن تكون سعاد حسنى، والبطلة أمامه شادية، انبهر حسام الدين بالأسماء المرشحة وكان لا يصدق أنه سيجمعهم جميعاً فى فيلم واحد، وظل قلقاً إلى أن بدأ التصوير فى أول يوم فى فندق صغير قديم فى شارع كلوت بك، وكان عرض فيلم «الطريق» والنجاح الكبير الذى حققه حدثًا فى تاريخ السينما وكان بداية حقيقية لسينما القطاع العام، وعُرض فى ثلاث دور عرض دفعة واحدة ريفولى وميامى وروكسى، وكان الموزع اللبنانى المعروف كمال قموار قد زارهم أثناء تصوير الفيلم وقال لجمال الليثى إنه لن يشترى الفيلم إلا إذا كانت شادية تغنى فيه وأخبره وقتها بأن شادية غير مقتنعة بالغناء فى الفيلم لأن أحداث الفيلم لا تحتمل الغناء.. وبعد النجاح المدوى للفيلم جاء كمال قموار إلى القاهرة، وعلى حد تعبير جمال الليثى حفيت أقدامه لكى يحصل على حق التوزيع بعد أن كان يقول «ما بتغنى شادية ما بشترى الفيلم»!!

عمرو الليثى