رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قطعًا هناك فوائد جمة لا تُحصر فى أداء العمرة، والتى تعدل فى رمضان حجّة كما أخبرنا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، الذى قال: «العمرة إلى عمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وأنها سُميت بالحج الأصغر، حيث تتشابه مع الحج بالطواف، والسعى والحلق، أو التقصير، وأن ركعة واحدة فى الحرم المكى تعدل مئة ألف ركعة، مصداقًا لقوله (صلى الله عليه وسلم) «صلاة فى مسجدى أفضل من ألف صلاة فيما سواها إلا المسجد الحرام وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه».

وعلى الرغم من عودة المعتمر عادة بقدر وافر من الخواطر والمشاعر والذكريات الطيبة التى يعيشها ويراها ويسمعها فى رحلته إلى البقاع الطاهرة والمشاعر المقدسة وهو ما كنت ألمسه طوال ثلاثين عامًا مضيت وأنا أحرص الحفاظ على تلك الرحلة الروحانية، غير أن تجربتى هذه المرة أشعر فيها بالحزن وأنا أكتب من أطهر بقعة على الأرض بمكة المكرمة، وذلك للمشهد الذى أراه الآن والأحداث التى أعايشها، ما يؤثر سلبًا على هذه التجربة الروحانية الطيبة، وسبب ذلك تلك المعاملة السيئة والجافة مع المعتمرين فى مواقف عدة، كأن الأمر عقاب لهم على حجهم الصغير فى شهر رمضان المبارك، ومن ذلك دفع الحراس للمعتمرين بطريقة فجة ودون وعى مما يترك ضيقًا وشعورًا غير ملائم للحظة العبادة الروحانية التى تتطلب صفاءً نفسيًا وهدوءًا وسكينة، وأمام سوء التنظيم والمعاملة يجد المعتمر نفسه أمام حلين: أما ارتداء لبس الإحرام طوال الوقت ليسمح لك بالدخول ( وهذا يعنى تحايل المعتمر ليخرج من حالته الروحانية الصادقة)، أو يجد نفسه مجبرا أن يصلى فى غرفته المطلة عَلى الحرم، فى وقت يتمنى فيه كل حاج ومعتمر أن يسجد فى الحرم ولا يترك فرصة وجوده معتمرًا هباء دون هذه اللحظة، وكذلك المنع من دخول الروضة الشريفة إلا بتصريح تحصل عليه من خلال الدخول على تطبيق (اعتمرنا) فلا تجد موعدًا، فتضطر للذهاب والانتظار فى طابور طويل وبعد أربع ساعات من الانتظار وبشكل مهين أمام الروضة بسبب الدفع وسوء معاملة من الحراس لايسمح لك بالدخول، فهل يعقل أو يليق ذلك!!.

فى الواقع لقد ساءنى وكثير من المعتمرين هذه السلوكيات فى مقام لا يليق به إلا كل مودة وسماحة وإتاحة الفرص السمحة للمعتمرين أن يؤدوا العبادات فى الحرم بصدر رحب ومطمئن وبشوش غير شاعر بحنق أو ضيق، وأقول ذلك لأننى اعتدت أداء العمرة كل عام، أعود بعدها راضيًا سعيدًا مطمئنًا هادئ النفس، مُنفَرج السريرة، لذا صدمت مما رأيت فى هذه المرة، وقد سمعنا وقرأنا عن إجراءات جديدة للتيسير على المعتمرين وقيل إأن هناك توسعة وتجهيزًا حتى يتسع المكان لضيوف الرحمن، فما شاهدنا توسعة ولا أى جديد سوى هذه المعاملة التى لا تليق ببيت الله الحرام، ولا بضيوفه الذين جاءوا من كل فج قاصدين وجه ربهم بنفوس مقبلة على عبادته، فما شعرت سوى برغبة فى البكاء، كبكاء الحرم الذى لا يرضى بكل هذا، من سلوك يفسد مذاق العبادة فى النفس ويطغى على الذاكرة الطيبة بسبب هذا الجفاء والمنع والتضييق.

لذا لعلها فرصة أن أدعو مخلصًا إدارة الحج للنظر فيما تتبعه من نظام جديد مع الحجيج والمعتمرين يرسخ والعياذ بالله نفورا فى الصدور، بعد أن كان الإنسان ما أن يغادر الأراضى المقدسة يود لو بقى العمر كله عابدًا ساجدًا داعيًا مطمئنًا.