رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى أحد مشاهد فيلم ابن حميدو، كان الرائع إسماعيل ياسين يمسك قطعة كبيرة من «الحشيش»، وسأل الباز أفندى: تطلع إيه دى ياباز أفندى؟، فأجابه توفيق الدقن مستنكرًا: ولا أعرفه!!، فقال ابن حميدو: تكونشى شيكولاتة!!، وهمّ بأكلها، ليكون اسماعيل ياسين أول من يأكل «الحشيش» على أنه شيكولاتة من 65 سنة تقريبًا، ولم يكن يعرف صناع الفيلم الذى تم إنتاجه 1957، أنه سيأتى اليوم الذى سيتعامل بعض الناس مع «الحشيش »على أنه شيكولاتة.

وقد أثار ما كتبه الدكتور جابر نصار ضجة كبيرة، وتحرك أكبر من الأجهزة المعنية، حيث حذر د. نصار من وجود أحد أنواع الشيوكولاتة المستوردة يدخل فى تكوينها بذور نبات الخشخاش بنسبة 2.3%، وإليكم نص ما كتبه د. نصار، لأن الكلام يحتاج إلى تعليق، ويطرح عدداً من الأسئلة المشروعة، ليس لأهمية المكتوب فقط، بل لأنه على لسان رجل قانون، له وزنه ومكانته العلمية.

قال د. نصار: منذ مدة ليست بالقصيرة اشتكى لى الكثيرون، ومنهم من يشغل مناصب ووظائف مهمة تستدعى بعضها طلب الجهات التى ينتمون إليها تحليل المخدرات فجأة، ويتضح من نتائج التحاليل إن نتائج عيناتهم إيجابية لمخدر الحشيش ومشتقاته، الأمر الذى يعرّضهم لعقوبات قاسية تصل إلى الفصل من الوظيفة، على الرغم من أنهم لا يدخنون السجائر، وبالصدفة اكتشفت أن بالأسواق تباع شوكولاتة من مكوناتها نسبة معتبرة من الخشخاش، الأمر الذى يشكل جريمة تعاطى أو اتجار بحسب الأحوال، وهو ما يفسر تلك الظاهرة.

أولًا: ما ذكره د. نصار يشير إلى وجود هذا النوع من الشيكولاتة المستوردة فى السوق المصرية منذ فترة ليست بالقصيرة!!.. وأن عدداً من مستخدمى هذه الشيكولاتة ممن يشغل مناصب مهمة!!.. السؤال كيف دخلت هذه النوعية من الشيكولاتة إلى السوق المصرية، ومن سمح بذلك.. ولماذا لم يتم الإعلان عن اسم المستورد – حتى كتابة هذه السطور- ومحاسبته؟

وهل دخلت هذه النوعية من الشيكولاتة بشكل شرعى.. أم أنها دخلت البلاد بطرق غير قانونية؟.. الإجابة فى الحالتين كارثة كبيرة، فإذا دخلت الأسواق بطرق غير شرعية، فأين الرقابة على المولات، وأماكن البيع الأخرى التى يوجد بها هذا المنتج منذ فترة ليست بالقصيرة، وتعرض بشكل طبيعى كأى سلعة أخرى!!، وإن كانت دخلت بشكل شرعى، فكيف يمكن أن يتم ذلك فى بلد تعد فيه مادة الخشخاش مخدرة وفقًا للقانون المصرى وقانون العقوبات، ويمنع مجرد حيازتها!!

ثانيًا: إذا كانت الصدفة قد كشفت عن هوية هذا النوع من الشيكولاتة، فهل هناك أنواع أخرى من الحلويات أو المخبوزات، التى تنتمى إلى هذه الفئة من «المأكولات بالحشيش» موجودة فى الأسواق تنتظر صدفة أخرى للكشف عنها؟!

ثالثًا: هل يجوز لفئة ممن يشغلون مناصب مهمة على حد توصيف الدكتور نصار، أن تقع فى هذا الخطأ، فمن الطبيعى أن تتمتع هذه الفئة بقدر كبير من الوعى، يفوق حسن النية فى شراء الطعام بشكل عام، أقلها قراءة تاريخ الإنتاج والصلاحية المدون على العبوة!!

والأهم كيف يثبت من أظهرت نتائج عيناتهم إيجابية تحليل المخدرات، وتم فصلهم من وظائفهم، براءتهم، وأنهم يدفعون ثمن حسن النية، ويدفعون ثمن جريمة ارتكبها غيرهم؟!

 يشير عدد من التقارير، خاصة فى الدول التى تبيح هذا النوع من المأكولات، إلى المخاطر الصحية نتيجة تناول هذه النوعية من المأكولات بالإضافة إلى التأثيرات والمخاطر الشائعة لتعاطى مخدر الحشيش سواء عن طريق التدخين أو أى طرق أخرى، منها: إن آثار تدخين الحشيش يستغرق دقائق حتى يظهر، بينما تأثير المواد الغذائية يستغرق من 1-3 ساعات للظهور، الأمر الذى يعرّض مستهلكيها إلى مخاطر تأثير الجرعة الزائدة من المخدر، نتيجة لتناول كميات كبيرة من هذا الطعام، وتكون فى كثير من الأحيان أكثر حدة.

أيضًا هناك احتمال تعرض الأطفال للخطر عن طريق تناول هذه النوعية من المأكولات بالخطأ، ويمكن أن تتفاعل هذه الأطعمة مع بعض الأدوية لتزيد الأمر خطورة.

فى النهاية إذا وجدت عدداً من الآراء أو الأفكار الغريبة وغير المنطقية تتناثر حولك، فلا تستعجب وليكن تفسيرك لها، بصوت إسماعيل ياسين: تكونشى شيكولاتة؟!

[email protected]