رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهدتها وسمعتها من أبنائى عندما رأيت ابنتى الصغيرة تقف فى شرفة البيت تودع سيارتى القديمة التى بعتها وتقول لها بكل حنان بيدها ودموعها وصوتها المرتجف مع السلامة يا عربية فأخذتها بالأحضان وطمأنتها على أننى اشتريت سيارة جديدة أخرى فلا تبكى ولا تحزنى ثم وجدتها مرة ثانية تبكى فى شرفة البيت عندما اصطدمت سيارة مسرعة بكلب فقتلته وحمدت الله ان ملأ قلب ابنتى بالحنان على الانسان والحيوان واستجاب ربنا سبحانه وتعالى لدعائنا ورزقها زوجا طيباً وأبناء شربوا الحنان من أمهم وأبيهم وجدهم الذى سعد بهم وحمد الله كثيرًا وشكره شكرًا جزيلًا فى صلواته وحجاته التى رزقه الله بها ولا بد أن الأولاد يتشربون الإنسانية والرحمة والحنان من أبيهم وأمهم فى البيت الذى تسوده العلاقة الطيبة بين الأب والأم والحب والحنان السائد بينهما.

فقد رزقنى الله بزوجة طيبة حنونة ظلت بنورها فى البيت خمسين سنة منذ أن خطبتها وعقدت عليها بالمأذون الشرعى فى بيت أبيها العامر بالمنصورة ولم تشهد منى فى نصف قرن من الزمان إلا كل السعادة إذ صاحبتنى فى كل البلاد فى رحلة دراسية أو سياحية بداية من اليونان وإيطاليا ويوغوسلافيا والنمسا والمجر وسويسرا وألمانيا وفرنسا وتركيا والسودان ثم الجائزة الكبرى بالذهاب إلى الأراضى المقدسة للعمرة والحج ثم العودة لممارسة عملها فى السودان ومصر مدرسة فى كلية الآداب بجامعتى الخرطوم والمنصورة التى أعمل بها حتى توفاها الله سبحانه وتعالى فى الثالث من شهر مايو ٢٠٠٨ عن عمر يناهز ٦٨ عاماً لم تشهد منى إلا كل الحب والحنان الذى تعلمه أولادى وتربوا عليه حتى التحقوا بالمدارس والجامعات وتخرجوا منها وتزوجوا وأنجبوا ذرية صالحة ورثت طباع الأبوين التى تربوا عليها اذ لم يشاهدوا من أبيهم وأمهم وأجدادهم إلا كل أفضال الحياة من إيمان بالله ورسوله والصلوات الطيبات والاخلاق الحميدة ولم يروا من أبيهم الا كل المودة والاحترام لأمهم الصالحة التى لم تغضب يوماً وتطلب من أبيهم إعادتها من الإسكندرية إلى بيت أبيها فى المنصورة غاضبة والعياذ بالله.

لماذا أقول هذا الكلام واكتبه وانشره وقد بلغت التاسعة والثمانين من عمرى؟ أقوله دعاء لله سبحانه وتعالى بأن يحسن مثوى المرحومة فى الجنة ودرساً ونصيحة للمقبلين على الزواج لتقديس حياة الزوجية والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة وحسن تربية الأبناء على الرحمة والقيم الطيبة وجزاؤهم عند الله كما يقول فى سورة النور (ليجزيهم ربهم أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) صدق الله العظيم.