رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة إلى

 

 

مهما تبوأت المرأة من مراكز ومهما علا شأنها، تظل عاطفة الأمومة، والمسئولية هى أعظم ما يحرك وجدانها، منذ أيام تابعت على إحدى الشاشات استغاثة إحدى الأمهات وتدعى/ أسماء تطالب بإنقاذ ابنها يوسف 14 عاما الملقب بـ«يوسف» ضحية الملاهى والذى تعرض لحادث أليم، وأن تشخيصه عبارة عن شلل رباعى فى أربعة أطراف، ويعانى من حالة نفسية صعبة جدًا مما حدث، نتيجة سقوطه من إحدى الألعاب بمنطقة الملاهى فى إحدى رحلات مدرسته، وروت الأم تفاصيل كثيرة لتنصل الجميع من تحمل مسئولية الحادث - ودون الدخول فى تفاصيل - فالحدث فاجع لقلب كل أم وطالبت الأم بعلاج ابنها فى أحد مراكز العلاج الطبيعى التابعة لوزارة الداخلية بمنطقة السادس من اكتوبر، واستجابت لها الوزارة ضاربة بذلك مثلا رائعا للانسانية وتحمل المسئولية.

جال بخاطرى حال هذه الأم التى تطرق كل الابواب لعلاج ابنها، بعدما كان يتحرك أمامها بكل نشاط وحيوية لينتهى به الحال، إلى قعيد غير قادر على الحركة، على الفور كلفت مكتبى بالتواصل مع الأم المكلومة، لتقديم أى دعم حتى وإن كان معنويًا لقلبها الذى احترق على ابنها، وقد كان.

ذهبت إلى يوسف ضحية الملاهى والحمد لله أن الدولة المصرية كما تعودنا دائمًا حاضرة، متمثلة فى معالى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق الذى استجاب على الفور لعلاج يوسف بمركز (هيفين) التابع لوزارة الداخلية.

وللأمانة فان هذا المركز هو صرح شامخ عالمى بما يمتلكه من إمكانيات كبيرة ومتطورة، والتى تلاحظها بمجرد أن تطأ قدمك (هيفين).. التفت يمينا ويسارًا لاجد رقيًا ونظاما وحفاوة فى الاستقبال لجميع الزائرين ومعاملة لائقة من جميع القائمين بالعمل، بفضل توجيهات الوزير الإنسان اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذى لم يتأخر فى الاستجابة لطلب الأم المكلمومة ووافق بعد دقائق من طلبها على العلاج بالمركز التابع للوزارة.

لا أخفيكم سرًا.. قبل وصول سيارتى إلى مركز (هيفين) التابع لوزارة الداخلية لاح فى ذهنى مشهد فيلم «ضد الحكومة» الذى جسده المبدع الفنان أحمد زكى.

وكان المشهد يتكرر بنفس التفاصيل، وتذكرت جملته الشهيرة، ان هؤلاء الأطفال لم يجنو شيئًا سوى أنهم أبناؤنا أبناء العجز والتردى.. ولسان حالى يقول إن الحال لم يتغير، ولكن هل مازالت مشاكلنا المزمنة ستلازمنا حتى فى مستقبلنا وأحلامنا وكانت الاجابة سريعة.. لا وألف لا، فالإرادة المصرية قادرة.

 ووجدت الاجابة عن أسئلتى المحيرة فى يوسف عندما شاهدته يتعافى ويتحرك، بفضل عناية الله ومجهودات كتيبة أطباء على قدر كبير من المسئولية، تابعين لمؤسسة وطنية، لاتعرف الا التفوق والانضباط والالتزام.

تغيرت تعبيرات وجهى وأنا استمع إلى المعجزة فى سرد السيدة /أسماء والدة يوسف، بما من الله عليها من كرم بعلاج ابنها، ليتحقق فيها قول الله تعالى فى خطابه لأم سيدنا موسى.. (ورددناه إلى أمة كى تقر عينها). ضحكات قلبها الذى غطاه الحزن لفترات ترجمتها نظرات عينيها فرحا بابنها وما وصلت إليه حالته من تقدم.

وأجد لزامًا علىّ أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وإلى كل مؤسسات الدولة المصرية، التى لا تتأخر عن نجدة ابنائنا بكل مسئولية ووعى.

وأخيرًا لا ألوم على والدة يوسف إصرارها على اللجوء إلى القضاء لاقتضاء حق ابنها، موكدة أنها تطالب بمحاسبة المهملين والمقصرين حتى لا يطال الإهمال، أطفال أخرى مثل يوسف ولا نريد ان تتجرع أى أم ما ذاقته اسماء من ألم على مدار ليالى عذاب انفطر فيها قلبها على ابنها.

فحقيقة المشهد يجلعنا نطالب بتفعيل، ضوابط وتشريعات معينة فى تشغيل أو ترخيص منشآت الملاهى، لمدى خطورتها، مع انها تضفى البهجة والفرحة لكنها قادرة، على التسبب فى حزن غائر مدى الحياة عافانا الله وإياكم وابناءنا من كل سوء.

وإلى زيارة جديدة.