رادار
لا تذهب بعيداً، فقد كانا ملء السمع والبصر.. كانا أقرب إليك مما تتصور، فقط حاول أن تتذكر حكاياتك مع الهاتف المحمول فى عام 2000م.
فى العام 2000م، وبينما نعبر إلى الألفية الجديدة، كان شخصان اثنان فقط من بين كل 100 شخص لديهما اشتراك فى خدمات الهاتف المتحرك، والأهم حكايات لا تُنسى عن أول هاتف متحرك فى حياتك، وأعلى سعر مكالمة جعل من «رنَّة واقفل» شفرة سرية تحمل رسالة بين المشتركين!
هل تتذكر اشتراكك الأول فى خدمة هاتف محمول؟.. أول مكالمة لا تريدها، أول مشاجرة بسبب «رنَّة هاتف»؟ أول جهاز محمول فى جيبك أو معلّق فى «حزام بنطلون»؟
المواقف الطريفة كانت حاضرة أينما وجد جهاز الهاتف المحمول.. صَنعت جاذبيته أحياناً، وأثارت جدالاً وفتوراً فى أحيان أخرى حول مساره ومصيره فى حياتنا، حتى أصبح الوافد الجديد وورثته من الإصدارات المطورة جزءا لا يتجزأ من حياتنا. إنه حياتنا؟!
فى العام 2019م، 95 شخصاً لديهم اشتراك فى خدمات الهاتف المتحرك فى مصر من بين كل 100 شخص.. هل كنت تتوقع حدوث ذلك؟
وأنت تتأمل عالم الهواتف المتحركة الآن، تتذكر بالتأكيد حكايتك مع أول هاتف متحرك قررت اقتناءه لسبب ما، تسترجع مسارا لم تتوقعه لتغييرات متسارعة غيرت حياتنا فى فترة زمنية وجيزة، «هل تتذكر كبائن مراكز الاتصالات الخاصة، والتى انتشرت فى مدن وقرى المحروسة، وحققت رواجاً ووفرت فرص عمل لملايين الشباب فى مطلع الألفية الجديدة؟».
بعد أن صار كل شىء متحركاً فى حياتنا، فلا شىء يظل ثابتاً فى الألفية الجديدة «ما يقارب 8 أشخاص من بين كل 100 شخص لديهم اشتراك فى باقات الخدمات الهاتفية الثابتة فى عام 2019م».
يقولون إن الإنسان بإمكانه أن يتحدث بمتوسط 150 كلمة فى الدقيقة الواحدة، ويمكنك أن تتخيل كم كلمة للمصريين فى الدقيقة الواحدة عبر الهاتف المتحرك؟
يظل الانتشار كعكة يتنافس عليها التجار ومزودو الخدمات، لكن اشكاليات «الخصوصية»، والمحتوى الهائل الذى يستحيل التحكم فيه.. معركة قادمة أرجو أن نربحها بعد أن أصبح الهاتف المتحرك يتحكم فى مزاج الشعوب، وبعد أن صار «مقياس سعادتهم» وصاحب الكلمة المؤثرة فى العلاقات الإنسانية، وبعد أن أصبح مزود خدمات لا ينافسه أحد فى كل وقت وفى أى مكان.
الخلاصة: كم حكاية طريفة صنعت مستقبل العالم فى عقدين كاملين من الزمان؟
نبدأ من الأول