رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

( نحو المستقبل )

«البيان من القرآن « ذلك هو عنوان النص الفلسفى البديع الذى كتبه د. هويدى ليكشف فيه عن مضمون الفلسفة القرآنية الإسلامية الحقة، إنه نص فلسفى بالغ العذوبة وشديد العمق فى آن معا، ولن يستطيع من يتعرض لقراءته تركه إلا بعد أن يتم القراءة ربما لأنه نص فيه الكثير من الالهام بقدر مافيه من عقلانية الفهم وجدة وجودة التأويل وعمقه، ففيه تختلط اللغة القرآنية والألفاظ القرآنية بألفاظ اللغة العادية وكأنه نص على النص أو عن النص !!

ويبدأ نص هويدى بالقول أن « كتاب الله هو بالدرجة الأولى كتاب الانسان بمعنى أن الانسان بكل ثقله وتأثيره هو محوره الذى يدور حوله أو هو قطب الرحى الذى اختاره الله ليدير حديثه سبحانه حوله «، فالقرآن عند هويدى هو « مآدبة الله للانسان « وهو كما قال فى موضع آخر « كتاب الكرامة « أى الكتاب الذى يتحقق به ومعه كرامة الانسان أى انسان وخاصة المؤمن به والعائش بهديه والمطبق لأحكامه. وجُل ما يحاوله هويدى فى نصه هو بيان للبيان القرآنى يتضمن ارشادا للقارئ إلى « تفسير ذهنى للتنزيل وإلى تصور شامل لدين الله بدلا من تلك النظرات التجزيئية العقيمة والوقفات التفصيلية الهادرة التى فصلنا فيها فصلا تعسفيا بين أوصاله «، وكذلك إرشاده إلى « فهم حقيقة العلاقة بين الأخلاق والدين» وذلك عبر اهتدائه لأول مرة إلى «تلك الحياة التى لم تكن فى صميمها إلا تأكيدا لإرادة الحياة على الموت « وماهذه الحياة التى تتغلب على الموت عند هويدى إلا الحياة الأخرى.

 والحياة الأخرى عنده حياتان كما أن البعث عنده بعثان وهذا هو جوهر الجدة فى فهمه الكلى للقرآن وهو فى نفس الوقت البيان من البيان القرآنى نفسه ؛ إذ لايقدم هويدى خطابه التأويلى الجديد إلا مستندا على القرآن والبيان القرآنى نفسه لدرجة أنه جعل الجزء الأخير من نصه ثبتا لآيات القرأن الكريم الكثيرة التى تؤكد على صحة رؤيته التأويلية الجديدة.

إن الحياة الأخرى حياتان بمعنى أنه بإمكان المؤمن الحق أن يحيا حياته الأولى بالقيم والمبادئ التى تضمن له الثواب والحياة الأبدية الأخروية ؛ إذ « إن من يمارس حياة الكمال الأخلاقية، حياة الكمال المؤسسة على تطبيق المبادئ والأصول والمثل العليا والقيم وصون الأعراض والحرمات الخاصة والعامة.. يشعر حقيقة لامجازا أنه يعيش حياة أخرى أو آخرة، يحس فيها – وإن كان لا يزال يدب بقدميه سطح هذه الأرض ويعيش فى غمارها - أنه قد أصبح فى جو آخر، له شكل ثان وأنه أصبح من ورثة جنة النعيم تجرى من تحته الأنهار بمعنى أن أموره تصبح ميسرة تنساب خطواتها ماء سلسبيلا وترعاه الملائكة وتحيطه من كل جانب «. إن المقصود هنا ببساطه أن يعيش المؤمن حياته الدنيا بمعايير الآخرة على ضوء الآيتين الكريمتين «وان ماتوعدون لواقع « و» إن الدين لواقع «، فالحياة الدنيا فى هذه الحالة ستكون هى التجربة أو أشبه بالبروفة التى يمر بها الانسان ليحظى بحياة آخرة غير الحياة الآخرة الأخرى التى سينتقل إليها بعد أن يصير ترابا وإلى هذا المعنى تشير الآية الكريمة « ولمن خاف مقام ربه جنتان «، وفى الحالتين فإن الآخرة لهى الحيوان أو الحياة الحقة، ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا..

ويستطرد د. هويدى موضحا فكرته قائلا « هل هناك أروع من أن يستطيع الانسان أن ينتقل إلى العالم الآخر دون أن يفقد حياته وقبل أن ينتزعه الموت من حلاوة الجهاد فيها، وهل هناك رسالة انسانية أعظم من أن ينجح الانسان فى الانتقال إلى عالم آخر قوامه الكرامة وحب الخير وتغليب المبادئ غير المادية ويكون له فيه بعثه وقيامته واثراء حياته واكتشاف ميلاده الجديد !!». وللحديث بقية...

 

[email protected]