رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

الصيدلي هو الشخص المختص في علم الأدوية, ودوره التقليدي صرف الأدوية المكتوبة في الوصفات الطبية من الأطباء المختصين مع مراجعة الطرق الصحيحة للاستخدام وتوضيح المضاعفات والآثار الجانبية للعقاقير, بالإضافة إلى مراجعة وتنفيذ وصفات الطبيب للتحقق من ملاءمتها.

ولكن هل يصح أن يتحول الصيدلى إلى طبيب يفوق جميع الأطباء, ويجمع كل التخصصات لأنه يمتلك علاجا ناجعا لجميع الأمراض, ضاربا عرض الحائط بالسنوات الطوال التى أمضاها الأطباء فى محاولة الوصول إلى علاج مرض واحد تخصصوا فيه وأفنوا زهرة شبابهم فى د راسته, ويقدم كما لا نهائي من المعلومات الطبية على وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، مستغلا شيوعها بين مختلف الطبقات الاجتماعية, موثقا- حسب قوله- هذه المعلومات بأبحاث علمية وتقارير دولية, مستندا إلى شهادات كثيرة ومتنوعة لحالات استعصت على الطب التقليدى وجاء شفاؤها على أعشابه ووصفاته.

قد يبدو الكلام مستحيلا, لكن الواقع يؤكده , فالصيدلى العبقرى يرأس فريقا طبيا فى أكثر من مركز طبى بمناطق مختلفة من الجمهورية, ويقوم بتوقيع الكشف الطبى على المرضى, ويصرف لهم العلاج من مخازنه, وإعلاناته تملأ الفضائيات التى يطل منها على زبائنه, يمتلك بعضها ويؤجر ساعات فى البعض الآخر, ويسطر على صفحته الشخصية سيرته الذاتية  التى تؤكد أنه أول إخصائي مصري معتمد للعلاج بالنباتات الطبية، من خلال تقديم مستخلصات النباتات الطبية للمساعدة في استبدال العلاج الكيميائي بمنتجات طبيعية صحية آمنة, وأنه مُعتمد من قبل وزارة الصحة المصرية للعلاج بالنباتات الطبيعية، وعضو بالمجلس الأمريكي للعلاج الطبيعي بالمستخلصات الطبية، وعضو الجمعية الأمريكية للعلاج بمنتجات النحل, وشارك في العديد من الأبحاث العلمية مع نخبة من أفضل الأساتذة الكبار في الطب من ضمنها أبحاث معهد الأورام المصري الخاصة بأمراض السرطان, و حاصل على ماجستير في العقاقير الطبية من جامعة القاهرة، وصاحب أكبر مجموعة مراكز طبية متخصصة بمختلف انحاء جمهورية مصر العربية.

وفى عددها الصادر يوم 18-3-2014 نشرت صحيفة المصري اليوم خبرا عن قيام وزارة الصحة بإرسال مجموعة من المفتشين لعمل تحريات حول نشاط مركز طبى للصيدلى وتمكنوا من حجز دور لهم بعد أسبوع لكثرة الإقبال على المركز، وكان ثمن الحجز 150 جنيهًا، وتبين أن صاحب المركز صيدلى يزاول مهنة طبيب، ويقوم بالكشف على المرضى، ويصف لهم أدوية ووصفات مغشوشة، ويعمل معه طبيب تخدير وتم ضبط الصيدلى أثناء إجرائه الكشف على أحد المرضى فى غرفة خاصة، ومعه 50 سرنجة 1سم، بها مادة غير معلومة المصدر، وبسؤاله عن طبيعة المادة أفاد بأنها «سم النحل»، ويقوم بإعطائه للمرضى.

وسأل أفراد الحملة بعض المرضى عن المكان الذى يصرفون منه روشتة العلاج بالأعشاب، فتبين أنه مخزن كبير متواجد فى نفس الشارع الذى يقع فيه المركز، ووجدوا به أطنانا من الأعشاب والنباتات الطبية، لا تحمل ترخيصا من وزارة الصحة، ويقوم ببيعها للمرضى كعلاج لتلك الأمراض، وتبين أن علبة الأعشاب تتراوح ما بين 100 و300 جنيه.

وقررت اللجنة غلق المركز، وإحالة الصيدلى للنائب العام، لقيامه بوصف وإبداء مشورة طبية وعلاج المرضى، وقيامه بعمل من أعمال مهنة الطب البشرى، وإدارة مركز لبيع الأعشاب والنباتات الطبية لعلاج الأمراض دون الحصول على تراخيص من وزارة الصحة، وإحالته للجنة آداب المهنة بالنقابة العامة لصيادلة مصر.

ورغم مرور هذه الأعوام ما زال الوضع قائما, ومازال العبقرى يواصل إبداعاته الطبية فى جميع المراكز, ويقدم المشورة الطبية على الفضائيات ,ويصف الأدوية التى تعج بها مخازنه, تاركا ضحاياه وحدهم يدفعون الثمن.

[email protected]