رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«يجب أن نخلق الجيل الذى لا يخجل من كشف عورته»، هكذا يريدون و يدبرون ويخططون، هذه الفقرة نهاية المقال، وإليك القصة وما فيها.

اختر بحكمة وتجنب القمامة، كانت هذه الجملة أحد التعليقات على تقرير نشره موقع «citizen Vigilant - المواطن اليقظ» منذ ثلاثة أعوام تقريباً، وتحديداً فى 28 يوليو 2019 حيث نشر الموقع تقريراً بعنوان «لماذا تخسر نتفلكس مشتركيها فى الولايات المتحدة.. السبب الذى لا يعلن»، وجاء فى التقرير أن نتفليكس قد خسرت أكثر من 133000 مشترك فى الولايات المتحدة فى الربع الثانى من عام 2019، و يؤكد الموقع أن وسائل الإعلام لن تخبرك بالسبب الحقيقى لحدوث ذلك لأنها جزء من المشكلة.

ولقد أثار مشهد الفنانة منى زكى فى فيلم «أصحاب ولا أعز» ردود أفعال جدلية واسعة الانتشار فى الشارع المصرى بكل طبقاته، ورقص الجميع بطريقته الخاصة للتأييد المبالغ فيه بالوقوف احتراماً للفنانة منى زكى داعماً لها، أو الرفض المطلق لشخصها، وتبادلت الاتهامات والتهكمات وصب اللعنات على فنانة قامت بتجسيد إحدى شخصيات الفيلم، سواء اتفقت معه أو غضبت منه، فهى أضعف حلقات الموضوع.

 لأن خطورة المشهد ككل أكبر وأوسع نطاقاً من حدود هذه الرؤية الضيقة، فالمقصود هو تمرير محتوى خبيث سام وضار على المجتمع المصرى والعربى، عن طريق شركات عالمية لا يمكن السيطرة عليها، وسط هذا العالم الرقمى اللا محدود، باستخدام وجوه مقبولة ومؤثرة لها جمهور واسع مثل الفنانة منى زكى وغيرها، فدعك ممن وقف تبجيلاً، أو ممن انتقد الأداء وصب اللعنات، وترك أصل الموضوع والهدف منه، وترك الفيل فى الغرفة يهدم جدرانها باحثاً عن النمل لإلصاق تهمة الهدم به.

أرجع التقرير الذى أشرنا إليه سابقاً سبب فقدان «نتفليكس» لعملائها إلى المحتوى الخبيث والسام والضار بالمشاهدين، الذى تقدمه الشبكة والتى تسعى لإنتاجه حصرياً بتكلفة تتجاوز 12 مليار دولار سنوياً – فى وقت نشر التقرير -، هذا المحتوى يتم إنتاجه خصيصًا لإضعاف عقول الشباب وإفسادها من خلال الترفيه الخبيث.

وضرب التقرير العديد من النماذج التى تثبت صحة ما يقول، منها حلقة «بيلى ناى رجل العلم» التى دعت للمثلية الجنسية، وروجت لفكرة أنه لا يوجد جنسان ذكور وإناث ولكن هناك طيف كامل، فى تناقض مباشر مع تعاليم المسلسل الأصلى «بيلى ناى ذا ساينس» الذى تم بثه فى التسعينيات، ليكون الهدف والشعار هو: اضبط وجهك على الانحناء.

فى مسلسل «الأسباب 13 لماذا»، والذى يدور حول انتحار طالب فى المدرسة الثانوية، حذر المتخصصون فى الصحة العقلية المشاهدين من الآثار السلبية المحتملة للمسلسل ، وقد خلصت مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسى للأطفال والمراهقين إلى نتيجة مفادها، أن هناك زيادة كبيرة فى معدلات الانتحار الشهرية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 17 عامًا، بنسبة 28.9٪ بعد عرض المسلسل فى أبريل 2017 ،  و أن المسلسل فى الواقع يمجد عملية الانتحار وليس كما يدعي  بأنه يعالج  قضايا الصحة العقلية .

مسلسل «مغامرات سابرينا المخيفة».. من الرسائل التى يتم الترويج لها فى هذا العمل أن الشيطان رائع، والشيطنة حليفة للمثليين ، ويحتوى المسلسل على مشاهد جنسية للقصر، وآكلى لحوم البشر التى تشمل الأطفال، كذلك مسلسل «ذا أوردر»، يدور حول مراهق يدخل مجتمعًا سريًا يمارس السحر الأسود و الترويج لعبادة الشباب للشيطان.. كما ورد فى التقرير.

قارن بين فيلم «أصحاب ولا أعز» المعروض على منصة نتفليكس، ومحتوى نماذج الأعمال التى سردها التقرير من سابقة أعمالها، هل تلاحظ أى اختلاف فى رسائل المحتوى التى يريد بثها ونشرها؟!، ثم نشغل أنفسنا بـ«لماذا وكيف» وافقت وقامت الفنانة منى زكى بعمل هذا المشهد الصادم؟!!.. وكأن القضية منى زكى ، لنترك الفيل يهدم الغرفة ونبحث عن سبب آخر، بالرغم أن الفيل يأخذ الحيز الأضخم من المكان!!.

وقد تم الترويج للقضايا المسمومة التى يعرضها الفيلم بنفس الأسلوب السابق تقريباً، فقد جاءت الأخبار التى تناولت الفيلم بصيغة أن «أصحاب ولا أعز» يتعرض إلى قضايا إنسانية واجتماعية مشتركة، ربما تتشارك فيها كل الطبقات، من قبيل الخيانة الزوجية والمثلية الجنسية، ودور وسائل الاتصال الحديثة فى الإضرار بالعلاقات الزوجية، لاحظ المفردات المستخدمة.. قضايا إنسانية واجتماعية مشتركة!!.. كالخيانة الزوجية والمثلية الجنسية!!.. ربما تتشارك فيها كل الطبقات!!

مثل هذه الشركات العالمية بإنتاجها الضخم ومن وراءها، يريدون خلق جيل لا يخجل من كشف عورته بمحتوى خبيث وسام، تحت شعار معالجة قضايا واقعية موجودة فى مجتمعاتنا وهم يريدون الهدم لا البناء، فاحترسوا ممن يدعى الحرية الزائفة.. احترسوا ممن يروجون إلى كل ماهو شاذ بالاحتيال الفكرى والنفسى والتسلل إلينا سراً وعلانية.

 إن رفض كل ما هو مزيف، واحتضان ما هو حقيقى وأصيل يتماشى مع ديننا، وثقافتنا وطبيعة مجتمعاتنا، هو بمثابة استئصال السرطان الذى يبتلع الروح ببطء وخبث شديد.. اختر بحكمة وتجنب القمامة.

[email protected]