عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكاشفات

نرى ونسمع حوادث عدة تحدث لأطفال صغار قُصّر لا يفهمون ولا يدركون من الأمر شيئا، فتطالعنا الصحف عن حوادث جمة وجِلال تشيب لها الولدان، حوادث لا تخرج إلا من قلوب قاسية متحجرة، تخلت عن كل معانى الرحمة والإنسانية والشفقة.

فأسرة مكونة من زوجين - كما طالعتنا الصحف- استجمعا كل قواهما وسخراها لإذاقة طفلة بريئة كل ألوان العذاب، فحبسا طفلة - خادمة لديهما- داخل المنزل ومنعاها من الاتصال بوالديها وقيدا يديها مع ضربها وربطها فى الكرسى، ولم يكتفيا بذلك بل وجَّها لها ضربات عنيفة على جسدها الهزيل تارة بالحزام وبسلك الكهرباء تارة أخرى، وكل هذا التعذيب يا سادة سببه أن الطفلة والتى لم تتجاوز العاشرة أكلت من علبة الحلاوة.

وهذا غيض من فيض، فحوادث وقضايا تعذيب الأطفال العاملين لا تعد ولا تحصى، وألوان التعذيب التى تغتال براءتهم أيضا لا تعد ولا تحصى، فالضرب والتقييد والحرق والحبس فى مكان بلا طعام أو شراب وغيره من الجرائم المخيفة والتى يندى لها الجبين اشمئزازا وخجلا.

وكلمة لكل قلب قاسٍ متحجر يتلذذ بتعذيب الأطفال العاملين لديه بحجة تعليمهم الصواب، كيف تستعبد طفلا وُلد حرا؟ ألأنه فقير؟ أتستغل عَوزه وفقره؟ ألا يكفيه ذل الفقر، أتزيد ذله باستعباده؟ من أعطاك الحق فى ضربه أو تقييده أو تعنيفه؟ من أقنعك يا أحقر المجرمين أنك قد امتلكت جسده وتمّلكت مصيره كله حينما وافق أبواه على أن يعمل لديك؟

هل تعاقب طفلا يا معدوم الضمير والإنسانية وتعذبه وتحرق أعقاب السجائر فى جسده الهزيل، لأنه رفض أن يذعن لأمرك أو قصّر فى إتمام مهام عبوديتك؟ فيالك من خسيس خبيث أتيت بفعلة ملعونة لو مُزجت بماء البحر لمزجته.

وأربأ بربات البيوت عن الموافقة على عمل أطفال لديهن كخدم فى البيوت، فماذا ستقدم لك طفلة ضعيفة من عونٍ لإتمام أمورك؟ غير أنك قد تتسببِين فى إحداث ضرر نفسى لها حتى ولو عاملتها بالحسنى، لما تراه من معاملة كريمة ومغالاة فى التنعيم والرفاهية لأطفالك والذين هم من نفس عمرها.

ومع جود قانون منع تشغيل الأطفال فى مصر وخصوصا المادة رقم 12 لسنة 2003 والتى حدّدت الضوابط والشروط الشديدة لعمالة وتشغيل الأطفال القُصَّر وأيضا مشروع القانون والذى قدمته الحكومة فى هذا الخصوص، بشأن تغليظ العقوبات ومضاعفة الغرامات لصاحب المنشأة، إن ثبت استغلاله للأطفال، وأيضا لا ننسى جهود التضامن فى الإسراع فى نجدة الأطفال المعذبين فى الأرض، وجهود مجلس الطفولة والأمومة وخطهم الساخن لنجدة الأطفال إلا أن ذلك كله غير كافٍ للأسف الشديد فى ردع الظاهرة أو نجدتهم بسرعة حال استغلالهم أو تعذبيهم.

وتناول القانون بعض العقوبات الرادعة حال تشغيل الأطفال أكثر من ست ساعات، فيتم المعاقبة بدفع غرامة لا تزيد على ألفي جنيه ولا تقل عن ألف، وفى حال العودة، يتم غلق المنشأة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

وحتى مع تنظيم قانون منع تشغيل الأطفال فى مصر، السن القانونية لعمالة الأطفال، حيث يُحظر تشغيلهم قبل بلوغ سن إتمام التعليم الأساسى، إلا أن الكثير أيضا لا يلتزم بذلك كله.

ومن أجل ذلك كله أدعو لمبادرة مجتمعية ضخمة تدعمها الدولة بكل مؤسساتها دعما حقيقيا بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى، مبادرة ضخمة موسعة معززة بحملات إعلانية ضخمة فى كل وسائل الإعلام وإعلانات الطرق مع تحديد خط ساخن يُنشر فى كل وسائل الإعلام بطريقة متواصلة ومكثفة يوفر استجابة سريعة جدا للأطفال المتضررين المعذبين.

[email protected]