رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهدت أنظمة التعليم فى العالم خلال العام المنصرم ارتباكًا غير مسبوق، بسبب جائحة كورونا العالمية، فتم إغلاق معظم المدارس والجامعات العالم أمام أكثر من واحد ونصف مليار دارس، أى ما يزيد على 90% من إجمالى الدارسين حول العالم، لذلك فإننى أرى التعليم ما بعد الجائحة لن يكون مثل قبلها، لاسيما مع ظهور بنية تحتية عالية وأنظمة الذكاء الاصطناعى، وفى هذا السياق عُقدت ورشة عمل بعنوان (مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمى ما بعد الجائحة) ضمن فاعليات منتدى شباب العالم 2022 فى نسخته الرابعة برعاية وبحضور السيد رئيس الجمهورية، وبمشاركة عدد من المتخصصين فى مجال العمل التكنولوجى ورواد المجال على المستويين العلمى والعملى، وتمت مناقشة عدة موضوعات حول استغلال وسائل التكنولوجيا المختلفة فى مجالات الحياة اليومية لمواجهة التحديات الناتجة عن جائحة فيروس كورونا، وتم التأكيد على أهمية استخدام التكنولوجيا لتقوية البنية التحتية، وأن جميع مكونات النظام البيئى الرقمى مهمة جدًا بالنسـبة للاقتصاديات النامية لاسيما فى دول القارة الأفريقية.

وبناءً على ما سبق، فبالفعل أصبح من أبرز تحوُّلات التعليم فى زمن ما بعد كورونا هو الاتجاه المتصاعد بشكل ملحوظ نحو استخدام التقنيات المتقدمة، وإقامة مزيد من البوابات التعليمية والتربوية لمختلف مراحل التعليم الجامعى وقبل الجامعى، كما أننى أرى الاتجاه نحو تغيير مفهوم دور المعلم باعتباره حجر أساس العملية التعليمية لهو مؤشر إيجابى للمستقبل، كما أننى أؤيد وأدعم إعداد تصور مقترح لمبادرة تقودها المؤسسات الدولية المختلفة، لتمويل ودعم التعليم ما قبل الجامعى لمواجهة تداعيات جائحة كورونا بالدول النامية وأؤيد إطلاق برنامج للمواطنة الرقمية بأفريقيا والشرق الأوسط بهدف نشر الوعى فيما يتعلق بالسلوك الأمن والمسئول لاستخدام التكنولوجيا بالتعليم لخلق جيل قادر على التعامل مع المتغيرات المحيطة.

كما أننى أدعم وأؤيد مبادرة لتأهيل مليون معلم بأفريقيا على تعلم مهارات التدريس لعالم ما بعد جائحة كورونا، أيضًا أدعم اقتراح استراتيجية للاستعداد لمواجهة التداعيات المستقبلية للجائحة بمجال التعليم، من خلال تعزيز الشراكات الدولية والقطاع الخاص لدعم البنية التكنولوجية للتأقلم مع التغييرات الناتجة عن جائحة كورونا، وبشكل خاص ملاحقة التأخر العلمى، وأدعم اقتراح آليات لتنفيذ المبادرات العالمية المتعلقة بمكافحة الفساد من خلال التعليم، مثل مرصد مكافحة الفساد فى التعليم، كما أؤيد تقديم خدمات تخاطب وتنمية مهارات بشكل متخصص بجانب مناهج الدمج لمساعدتهم على اكتساب المهارات اللازمة.

وأختم مقالى هذا بالتأكيد أنه اذا كان التفكير فى تعليم المستقبل ضرورة فى كل الأوقات، فإنه يكون أكثر ضرورة فى ظل الأزمات، وانطلاقا من الأزمة التعليمية التى أوجدتها جائحة كورونا بحرمان الملايين من التواجد فى المؤسسات التعليمية فى الأوقات السابقة، فإن الأمر يتطلب ضرورة إعادة التفكير فى نظام التعليم بعد الجائحة بطرق وأساليب مبتكرة من أجل مستقبل العيش المشترك على هذا الكوكب.. وللحديث بقية إن شاء الله!

[email protected]