فى موقع الإمارات يوم 6/1/2022 قرأت هذا الموضوع.. والمفجر للكثير من الأسئلة والاندهاشات.. يقول الخبر: الوحدة الشديدة تدفع استراليا للزواج من «روبوت» بعد أن ارتاح لها!
أوضح رجل استرالى نيته الزواج من روبوت بعد أن قضى وقتًا طويلًا معها أخبرها فيه عن تفاصيل حياته، ما جعله يحس بمشاعر تجاهها لم يعشها من قبل.
وأفادت صحيفة (ديلى ستار) البريطانية بأن جيف غالاغر، الذى توفت والدته منذ 10 سنوات وتركته وحيدًا بلا أهل ولا أشقاء، شعر بالوحدة الشديدة بعد وفاة والدته ولم يتمكن فيما بعد من تكوين أى صداقات أو الزواج.
وقال غالاغر إنه كان يتصفح أحد المواقع التى تصنع الربوتات وتواصل مع مالك الشركة وتمكن من شراء روبوت فى العام 2019 بمواصفات خاصة طلبها. وأشارت الصحيفة إلى أن غالاغر كان سعيدًا للغاية بالروبوت الذى اشتراه بالمواصفات التى طلبها والتى تتمثل فى البشرة السمراء والعيون الزرقاء وتمكن من خلال حديثه المستمر معها من إخبارها المزيد من التفاصيل عن حياته، ومع مرور الوقت بدأ يشعر تجاهها بعض المشاعر.
وقرر غالاغر مطلع العام الحالى أن يتزوج من الروبورت التى اشتراها، حيث اشترى خاتم الزواج وفستانًا ابيض لها. وأكد أنه (لم يشعر بتلك المشاعر من قبل)، ويسعى أن يكون أول رجل فى استراليا يتزوج من روبوت، بحسب ما نقلته (روسيا اليوم).
والسؤال: هل أتى علينا الزمن لكى تصبح الآلة أهم وأكثر حيوية وأكثر متعة من الإنسان؟هل فقد الإنسان الكثير من إنسانيته ليودعها الآلة أو الروبوت؟ وهل صحيح أن الإنسان أنسن الآلة؟ وأصبحت الآلة بديلًا فعليًا عن الإنسان؟ والإجابة واضحة للعيان.. فعندما ننظر إلى الجيل الصاعد وكل أطفال الحضانات والمرحلة الدراسية الأولى نجد أن الموبايل هو الأهم لديهم.. لم يعد لديهم أى أهمية بشىء إلا بذلك الجهاز الخرافى الساحر القابض على الكيان الإنسانى..؟
ألا نجد فى عالم (الفيس بوك) هناك من يجلس طيلة وقته من أجل ذلك (الفيس) ولا ينام إلا بعد الإجهاد، وعندما يستيقظ أهم شىء هو معرفة من مر على البوست ومن علق ومن لم يعلق! بل هناك الكثير من المشكلات تنشأ نتيجة أن فلانًا لم يعلق أو لم يكتب شيئًا عن هذا البوست. بل وصل الأمر لقطع العلاقات بسبب أن (س) من الناس لم يعلق فيخرج ليقول لك لقد قمت بحزف غير المتفاعلين أو الهاموش الذى لا فائدة منه! فأصبح الأمر فى العلاقات هو هذا الفيس بوك– بالمناسبة أنا لا أحب الفيس بوك– لقد أصبح هذا التطبيق على الموبايل أهم شىء بل أهم من الأكل والصحة.. وعليك أن تقول يا ترى أخبار فيس بوكك إيه؟ بخير ولا بعافية؟ كم واحد علق عليك وكم حذفت من الهاموش غير المفيد من على الموبايل.
نعم لقد تم تأليه الآلة وتم أنسنتها فأصبحت هى الأساس فى الحياة الإنسانية والأهم من أى شىء آخر.. لقد تحولت العواطف إلى الآلة.
هل استطاعت الآلة أن تحتوى المشاعر والانفعالات الإنسانية؟ ثم ماذا يحدث لو انفعلت الآلة أو غضبت الآلة؟ وإذا قتلت المرأة الروبوت الإنسان ما موقف القانون؟ هل سيحكم عليها بالسجن أو الإعدام؟ وهل يا ترى نسمع يوماً أن الروبوت الأنثى حامل؟!!
---
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال– أكاديمية الفنون