رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح له المجد من البتول الطاهرة مريم العذراء، لعلنا نتساءل مع أنفسنا ومع الآخرين

لماذا جاء المسيح ؟ أو لماذا حل المسيح فى وسطنا ؟

ولماذا أخلى ذاته وأخذ شكل العبد ونزل من السماء وتجسد وصار فى الهيئة كأنسان؟

قبل ميلاد المسيح كان هناك خوف بسبب حكم الموت الذى صدر على الإنسان الأول ( آدم ) عندما عصى أوامر الله وجاء المسيح لكى يصالحنا معه ويزيل هذا الخوف لذلك كان هناك فرح عندما ولد المخلص كقول أشعياء النبى « لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى أسمه عجيباً مشيراً إلهاً أباً أبدياً رئيس السلام « إن التجسد والفداء أساسهما محبة الله للناس فمن أجل محبته لنا جاء إلينا ومن أجل محبته لنا مات بالجسد على عود الصليب عنا لذا يقول الإنجيل « هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد « ( يو 16:3 ) ونحن فى تجسده نتذكر محبته التى دفعته إلى التجسد، لذلك نتغنى فى بدء كل يوم إذ نقول فى صلاة باكر « أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر وكل الخليقة تهللت بمجيئك « فميلاد المسيح نقلنا من الخوف العظيم إلى الفرح العظيم..

عندما تجسد كلمة الله فى صورة الإنسان وأخلى ذاته يولد من أمراة تحت الناموس كبنى البشر لكى يجسد الحياة الأبدية على الأرض فى شكل السيدة العذراء مريم وظهور الملائكة للبشر ولكى يوفى العدل الإلهى وينوب عن البشرية بالتصالح السمائيين مع الأرضيين فرفع ذاته على عود الصليب لكى يخلص البشرية من الخطية، جاء ليفديهم ويموت عنهم ويبذل ذاته عن كثيرين.. لانه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، فهو الذى دبر فكرة الفداء والخلاص لكى يسعى الينا حتى وإن كنا فى تكاسلنا غافلين عن خلاص أنفسنا..

 لقد جاء المسيح متجسداً إياها لكى يفتح سمواته لينزل إلينا ويسكن فينا فلا نشعر بعد فى عزلة بل بوحدة كاملة ثابتة معه ومع الملائكة والشهداء العظماء والقديسين الأبرار..

 لقد حل السيد المسيح متجسداً إياها لكى يبث فى قلوب البشر كرامتها بل وسكب عليها بهاء مجده وفى نفس الوقت شاركنا الحياة الأرضية ليقدس كل تصرفتنا.. حل فينا لكى يكرم طبيعتنا ويقدس فكرنا ومشاعرنا وسلوكنا وعبادتنا ولكى يبارك حياتنا.. فقد صارت الحياة الأبدية حقيقة كائنة أمام كل إنسان تشتهى نفسه إلى الأبدية فيجد راحته واستقراره فى الرب..

لقد جاء السيد المسيح متجسداً بين البشر ليحل سلامه الذى أتتزع من البشرية بسبب الخطية، حينما خلق الله الإنسان كان فى سلام معه ولكن الخطية فقد سلامه مع الله ومن أمثلة ذلك آدم وحواء وهكذا حدث مع قايين والكثير من الأشرار فى العالم كله عبر العصور.. فالأشرار يفقدون سلامهم مع الله بالظلم هنا على الأرض وأيضا فى آخر الزمان يوم مجىء الرب للدينونة « قال الرب لإسلام للأشرار « ( 48:22 ) وفى ذلك يحذرنا معلمنا بولس الرسول قائلاً « مخيف مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى « ما أكثر الذين أوصدوا قلوبهم فى وجه الرب وفتحوها للشيطان فكانت النتيجة أنهم أوصدوها فى وجه القداسة وفتحوها للنجاسة وأوصدوها فى وجه السعادة وفتحوها للتعاسة والشقاء والآلام.. ماذا يكون شعورك أيها الظالم فى حق نفسك لو أنك ذهبت بيت صديقك ولم يفتح لك الباب ؟ وماذا يكون شعورك لو أنك ذهبت إلى بيتك الذى بنيته أنت فلم يقبلك من يسكن فيه وأنكر عليك كل حق فى تملكه؟ أتعرف أن الله من رحمته واقف على الباب يبغى الدخول لك ومنتظر سماع صوتك ! أتعرف أنك لاتستطيع الدخول معه الإ من خلال سلامه.. أعلم ن السلام الحقيقى هو من الله هذا الذى قيل عنه فى المزمور « الله يبارك شعبه بالسلام وعن السلام قال القديس بولس الرسول « سلام الله يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم وينزع عنكم الخوف والقلق.. أنك تجد سلاماً داخل قلبك.. الله يريد لنا السلام ويمحنا إياه بقوله « سلامى أترك لكم، سلامى أنا أعطيكم، لاتضطرب قلوبكم ولا تجزع «( يو 27:14 ) وفى مناسبة عيد الميلاد المجيد الذى سبحت فيه الملائكة وهللت ورنمت أنشودتها الخالدة بإعلان حلول ملك السلام متجسداً بين البشر قائلة

« المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة «

 نطلب من الله أن يحل سلامه فى قلوبنا جميعاً.. وهكذا تمتد فرحتنا بعيد الميلاد العجيب من فرحة يوم العيد إلى فرحة عمر شامل إلى فرحة أبدية سعيدة.. وكل عام وأنتم فى ملء النعمة والبركة.

     الأرشى الأكليريكى