رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

نداء القلم

 

تعددت الوسائل الشريفة لتكون رياضًا نضرة يتخذها الصالحون طريقًا لمحبة الله ومحبة رسوله- صلوات الله وسلامه عليه- ومنها محبة أهل بيت رسول الله، فما من أحد يزعم أنه يحب سيدنا رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – وهو فى الوقت نفسه لا يحبُّ آل بيته رضوان الله عليهم، فمن أحبه أحب أهل بيته. فى هذا المقال لستُ أضيف جديدًا، غير أنى أضيف محبة ليس أكثر، فالذى دفعنى إلى الكتابة هو الحبّ، من أجل ذلك سأركز على تلك النقاط التالية ولا أزيد.

إذا كان جوهر الإيمان الحب، وكان جوهر الحبّ الاتباع، فمن المؤكد أن طريق الاتباع هذا يعنى تجريد الطاقة كلها ناحية المحبة لله ورسوله وآل بيته وللمؤمنين، ثم اتصال هذه الطاقة كلها بمنابع الحب الشريف فى أشرف وأطهر وأنقى بيوتات الشرف والمكرمة.

ولئن كانت محبة الله مجعولة فى عين الاتباع لحب رسول الله- عليه السلام- فمحبة رسول الله مجعولة فى حب أهل بيته رضى الله عنهم، بهم تتنزل الرحمات. وفى الحديث قوله صلوات الله عليه: «لا يحب أهل البيت إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق»؛ فقد جعل من مقومات الإيمان ومقتضياته حبّ أهل البيت بمقدار ما جعل من مظاهر النفاق وأركانه بغض أهل البيت، ولا يبغضهم إلا منافق لم يذق طعم الإيمان ولا يشتاق مطلقًا بأشواق المحبين.

وبالجملة، فمحبة أهل البيت فريضة على كل مسلم ذاقَ حلاوة الإيمان، لا بل هى امتدادٌ موصول بحب الله مادام الله قد أوجب علينا مودتهم: «قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة فى القربى»، لما أن نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله مَنْ قرابتك هؤلاء الذين وَجَبَتْ علينا مودتهم؟ قال عليه السلام: علىُّ، وفاطمة، وولدهما، وأبناؤهم».

علامة حبّ الله هى محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واتباعه: «قل أن كنتم تحبّون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم». وليس يخفى كذلك أن من علامات محبة رسول الله محبة آل بيته الأطهار. وفى الحديث أنه صلوات الله عليه قال: «أحبوا الله لمِا يَغْذُوكم به من نعم، وأحبونى يحببكم الله، وأحبّوا أهل بيتى بحبّكم لي». وعن ابن عمر رضى الله عنهما عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه موقوفًا عليه أنه قال: «ارقبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فى أهل بيته». والحديث رواه البخارى موقوفًا غير مرفوع إلى النبى ومعناه: راعوه واحترموه وأكرموه فى ماذا؟ فى أهل بيته. ومن المؤكد أن إكرام أهل بيت رسول الله ومحبتهم وبيان فضلهم، شعيرة إيمانيّة لا شك فيها ولا خلاف: «ومن يُعَظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».

وقد قال تعالى: «إنما يريد الله ليُذْهِبَ عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيرًا». وأهل البيت: هم بنو هاشم: وبنو المطلب لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد».