رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

«عيد الجهاد رعاك الله من عيد أنـت الأحق بـتقديس وتمجيد» بهذا البيت الشعرى عبر الشاعر أحمد الكاشف عن عظمة عيد الجهاد فى قلوب المصريين، والذى يعد أول مواجهة حقيقية مع المستعمر البريطانى، والشرارة الأولى لاندلاع ثورة 1919 وحصول مصر على الاستقلال وتأسيس القومية المصرية.

بقامات معتدلة ورؤوس مرتفعة ونظرات قوية، ذهب سعد باشا زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى لمقابلة المعتمد البريطانى فى مصر السير ريجينالد وينجت، فى يوم 13 نوفمبر عام 1918 لإبلاغه رغبتهم فى المشاركة فى مؤتمر باريس للسلام، للمطالبة بإنهاء الحماية البريطانية على مصر، إلا أنه رفض ذلك باعتبارهم لم يحصلوا على تفويض للحديث باسم الشعب، لم ييأس سعد باشا وبالفعل بدأ جمع توكيلات بعد تأسيس الوفد.

انزعجت الإمبراطورية البريطانية بسبب تلك التوكيلات، واهتزت أركانها للتصدى بكل حسم لتلك المطالبات، فارتكبت أكبر خطأ بالقبض على زعماء الوفد ونفيهم، لتندلع ثورة 1919، بكل قوة حتى شلت حكومة الاحتلال التى فوجئت بهذا الغضب الشعبى، ما أجبر السلطات البريطانية على التراجع والإفراج عن سعد باشا ورفاقه والسماح لهم بالسفر لعرض قضية مصر فى مؤتمر حق تقرير المصير.

حمل عيد الجهاد رسائل عديدة ومبادئ سامية تأسس عليها حزب الوفد، وسار عليها زعماؤه، وكان أهمها التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل حماية الوطن، وبذل كل الجهود من أجل خدمة مصر والمصريين، وترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية الذى يعد أحد أعمدة الحزب منذ نشأته، فاتخذ شعار الهلال الذى يحتضن الصليب، ووضع حجر أساس الديمقراطية التى ظل الوفد يتحلى بها على مدار ما يزيد على مائة عام، والتأسيس للمواطنة المصرية، والسعى من أجل حصول كل مصرى على حقوقه وحريته.

جميع تلك القيم والمبادئ التى رسخها سعد باشا زغلول ورفاقه منذ يوم الجهاد وما تبعها من أحداث أدت إلى حصول مصر على الاستقلال، والحرية، وميلاد القومية المصرية، تستدعى أن نعيد جعل هذا اليوم عيداً قومياً للبلاد بعد أن توقف الاحتفال به رسمياً عام 1953 حتى تعرف الأجيال الصاعدة كيف جاهد أجدادهم من أجل تحرير هذا الوطن ورفعته، وليستلهموا روح الفداء والعزيمة والإصرار على النهوض ببلادهم فى مختلف المجالات لتتربع مصر على عرش العالم.

باختصار.. لا يمكن أن ننسى هذا اليوم المجيد فى تاريخ مصر الذى خلص البلاد من الاستعمار البريطانى وأسس للدولة الحديثة، وعكس للعالم قوة الشخصية المصرية، وسيظل عيداً خالداً فى قلوب الشعب المصرى كله.. فكل عام وجميع المصريين فى حرية ورخاء.