عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبحنا جميعًا معرضين لرؤية المشاهد الدموية واستعراض تفاصيل الجرائم على منصات التواصل الاجتماعى دون أى رقيب أو تمييز للعمر، فبضغطة زر واحدة يستطيع أى طفل أو مراهق الوصول إلى متابعة تلك المناظر البشعة التى تؤثر عليه نفسيًا، وتجعل منه إنسانًا مشوهًا، وتدمر أعصابه، وتجعله يشعر بالخوف والقلق النفسى وانعدام الأمان، ومع تكرارها يزداد خطر الرغبة فى التقليد.

منذ أيام قليلة ماضية، أفزعتنا صور وفيديوهات دموية تحمل مناظر مروعة فى غاية البشاعة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى لشخص يرتدى ملابس سوداء ويحمل سلاحًا أبيض يذبح به آخر ويقطع رأسه ويفصله عن جسده على مرأى ومسمع من العامة، ثم يحمل رأسه بين يديه ويتجول به فى شوارع الإسماعيلية بين المواطنين بكل هدوء وثبات دون أدنى حرج، وكأنه يستعرض قواه العضلية والعصبية ويتباهى بها.

لم يكن هذا الفيديو الأول من نوعه الذى ينتشر كالنار فى الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى ليصل لأيادى الأطفال قبل الكبار، وإنما سبقه العديد من أمثال هذه الجرائم، التى يتهافت على مشاهدتها المراهقون والتى تستثير فضولهم، لرؤيتها والتعايش معها، حتى تخلق داخلهم الرغبة العمياء فى التقليد، وتجريب تلك الممارسات على أرض الواقع للشعور بنفس لذة هذا المجرم.

لا أحد ينكر أن جريمة الإسماعيلية بشعة كغيرها من الجرائم التى انتشرت مؤخرًا بشكل مُفزع وأنها تستحق الاستهجان والنبذ من المجتمع، ولكن من المستفيد من نشر هذه الفيديوهات التى تحول مشاهدها تدريجيًا لإنسان سادى يعتاد النظر للدماء دون توتر أو ارتجاف حتى يصبح أكثر ميلًا للسلوك الإجرامي، ثم يجد نفسه مقبلًا على ارتكاب الجريمة تحت تأثير لذة المشاهدة وحب التقليد دون وعى منه.

أناشد جميع المسئولين فى الدولة والقائمين على الإعلام بتطبيق عقوبات صارمة على كل من ينتهك حقوق الإنسان ويخل بأخلاقيات الإعلام، وينشر تلك الفيديوهات المدمّرة للمجتمع، وأوجه رسالة لهم: أرجوكم واجهوا نشر فيديوهات الدم والجريمة حتى لا يعتاد المجتمع تلك المشاهد، ونخلق مجرمين جددا، وحتى لا نجد أطفالنا فى قبضة العنف والإجرام.

وأدعو أولياء الأمور إلى زيادة الرقابة على أبنائهم لحمايتهم من رؤية تلك المشاهد العنيفة، وتقويم سلوكهم حال شعورهم بأى اختلال، وتوعيتهم بخطورة مشاهدة تلك الفيديوهات، كما أحذر الجميع... نشر تلك الفيديوهات يضر بكل فئات المجتمع، ويجب الاكتفاء بإرسالها للجهات المعنية المختصة بالتحقيقات فحسب، وليس عرضها على العامة.. فعلينا جميعًا أن نتحمل المسئولية المجتمعية ونحمى الأجيال القادمة من خطر نشر هذه الجرائم لأنها تضر بمستقبل هذا البلد.