رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان فيلم الكرنك من الأفلام التى تتناول ما كان يحدث فى المعتقلات فى فترة حكم عبدالناصر وإلقاء الاتهامات بشكل عشوائى على طلبة الجامعة، مما جعله يثير جدلاً كبيراً ويمنع عرضه.

وكما ذكرنا من قبل ذهب والدى المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى لمقابلة الأستاذ يوسف السباعى وزير الثقافة بمكتبه بعد أن غضب لعلمه بأن الرئيس السادات أخذ نسخة فيلم الكرنك المتحفظ عليها بمدينة السينما، فقال لوالدى: سيادتك باعت تشتكينى للريس!

محصلش.. واستطرد بأسلوب بوليسى: يعنى الرئيس السادات عرف لوحده أن نسخة الفيلم موجودة فى مدينة السينما فبعت خدها؟!

يا أفندم الموضوع مش كده.. الريس بعت ياخد النسخة من بيتى.. قلت للسكرتارية بتوعه إن النسخة موجودة فى مدينة السينما.. فخدوها من هناك.. واستطرد بنفس الأسلوب: والريس عايز النسخة ليه؟ عشان يشوفها ودى تالت مرة يشوف الفيلم.. وعاد يسأله بدهشة: الريس شاف الفيلم؟! أيوه يا أفندم. مرتين قبل كده.. ودى تالت مرة.. ووقف يحدثه بعصبية: ومقلتليش ليه؟ قال له بحسرة: هو سيادتك مدّينا فرصة نتكلم معاك؟! من ساعة ما شفت الفيلم... وحضرتك بتزعق.. أيوه عشان الفيلم زفت وقطران كمان. فقال له والدى مهدئًا: ده حتى الأستاذ نجيب روح إمبارح واخد على خاطره منك عشان مسلمتش عليه.. وتلعثم يوسف السباعى وهو يقول: أنت وفيلمك السبب..!

ثم طلب من حسين رزق أن يوصله بالأستاذ نجيب محفوظ. فى ثوانٍ تحولت تكشيرة الأستاذ يوسف السباعى إلى ابتسامة جميلة وهو يتحدث إلى الأستاذ نجيب محفوظ.. معلش يا نجيب بيه.. ممدوح الليثى هو السبب.. أنت فاكر أنا جالى نوم بعدما شفت الفيلم؟ على العموم، هوه عندى فى المكتب دلوقت.. وهأمليه شوية ملاحظات صغيرة ينفذها والرقابة تجيز الفيلم على طول.. واختتم حديثه وابتسامة مودة كبيرة على وجهه: متزعلش يا نجيب بيه حقك عليّ مع السلامة.. وأخيراً دعا يوسف السباعى والدى إلى فنجان قهوة.. ثم طلب منه أن يجهز ورقة وقلماً.. ليملى عليه بعض الملاحظات وأخرج من جيبه نوتة صغيرة.. أخذ يقرأ منها أولاً: حذف مشاهد حلمى حمادة «محمد صبحى»، فى القهوة حوالى ربع ساعة وكفاية يظهر وهو داخل وخارج من المقهى. ثانياً: حذف مشاهده مع قرنفلة حوالى خمس دقائق.

ثالثاً: حذف كل مشاهد حلمى حمادة مع الشبان الشيوعيين. وحديثه عن الشهيد شهدى الشافعى حوالى «5» دقائق، رابعًا: حذف مشهد حلمى حمادة مع والده.

 وهنا توقف والدى وسأل يوسف السباعى بدهشة: ليه يا أفندم؟... ده مفيش بينهم أى كلام فى السياسة. معلش ما أنت مطلعه دمه خفيف فى المشهد. مفيش داعى الناس تتعاطف معاه أنت فاهم! واستطرد يوسف السباعى: خامساً: حذف مشاهد حلمى حمادة وهو يتزعم الشباب فى المعتقل ويقاومون العسكر.. سادساً: حذف مشاهد تعذيب حلمى حمادة فى المعتقل. وسأله والدى بدهشة: أمال حايموت إزاى يا أفندم؟ رد بحدة: عنه ما مات..

أنت عايز الناس تزعل على الشيوعى لما يموت؟ مش لازم يموت.. سابعاً.. ثامناً.. نهض والدى واقفًا... ولم يعط يوسف السباعى وعداً بتنفيذ ملاحظاته واكتفى بأن قال له: على العموم يا أفندم الفيلم ده مش بتاعى لوحدى، المخرج له وجهة نظر وواحدة زى سعاد حسنى لها وجهة نظر برضه وطبعا حنشرك الأستاذ نجيب محفوظ معانا وإن شاء الله نرد على حضرتك. وقال له الأستاذ يوسف السباعى وهو يودعه: على العموم أنا مسافر النهاردة بره مصر هغيب أسبوع، أرجع تعرض علىّ وجهة نظركم كلكم مع بعض ونشوف نعمل إيه إن شاء الله.. وخرج والدى من مكتب الأستاذ يوسف السباعى وقد انتابته حالة يأس كاملة!

وللحديث بقية..