رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لا يستطيع أن ينكر منصف أن الفنون ترتقى بالشعوب وتهذب وجدانها، ولا يمكن أن تعيش الدول دون التعبير عن أفراحها وأتراحها فى شكل فنى سواء رسم أو موسيقى أو دراما أو رقص تعبيرى (فنون شعبية) أو غناء أو أناشيد مختلفة. وكما أن القوى الناعمة تستطيع أن تبنى دولاً إذا ما كانت موجهة لبناء الأخلاقيات والضمير والحس الشعبى الوطنى والتلاحم بين عناصر المجتمع، فهى يمكنها أيضا هدم الدول ومقدراتها بالتلاعب فى عقول شبابها ونشر قيم الفردية والأنانية والانحراف الأخلاقى وعدم الدفاع عن الدولة.

وحينما كانت الرقابة على المصنفات الفنية تمنع فيلماً لأنه كان يسىء إلى الأخلاقيات أو الدين أو غيره من المحظورات كانت الدنيا تقوم لدى الكثير من الناس مولولين على حرية الإبداع التى تم انتهاكها بمقص الرقيب، وحينما ظهرت الأفلام التى تعبر عن وجه مصر المظلم مثل القاهرة منورة بأهلها، وحين ميسرة، والألمانى، وغيرها من الأفلام كان المبرر أن هذا وجه للمجتمع لابد أن نعترف به.

ولكننا الآن فى حالة حرب على جميع الأصعدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وصحياً ودينياً وتربوياً وهناك عناصر لا تريد لمصر الخير سواء من الداخل أو من الخارج لتدمير أخلاقيات شبابها بالبلطجة والمخدرات والانحراف وزنا المحارم، أو لتشويه صورتها لدى الغرب سواء بشكل عمدى أو بالمصادفة. وقد تم عرض فيلم يسمى يوم الدين فى مهرجان كان الفرنسى عن مريض بالجذام بمصر يصادق طفلاً، والفيلم بتمويل غير مصرى، ثم ظهر فيلم ريش فى مهرجان الجونة، وقد اعترض عليه بعض الفنانين لأنه من وجهة نظرهم يسىء إلى سمعة مصر... ونحن هنا لسنا مع أو ضد ولكن... أليس من المثير للغرابة أن يحاول يوسف شاهين نفسه طيلة عمره الفوز بجوائز فى هذا المهرجان ثم بعد وفاته يفوز عدد من الأفلام ينشر الجانب المظلم من الوطن بأن مصر بها أمراض مثل الجذام أو تحت خط الفقر أو بها مشكلات فى الحياة، رغم وجود المكسيك والبرازيل وكوبا وغيرها.

ففى كل بلد من العالم يوجد جانب مظلم، ولكنه لا يعرضه فى أفلامه بشكل فج وصادم، بل العكس، فكما توجد دعارة فى بعض البلاد، هناك أماكن سياحية يتم تصويرها فى أفلام ليتم الترويج للبلد، وهناك فى أمريكا نفسها أناس يعيشون بلا مأوى ويأكلون من القمامة، ويتعرضون للعنصرية والاضطهاد وغيرها من المآسى ولكن لا يتم تصويرها فى أفلام مخصوصة... نحن فى حاجة إلى رقابة مستنيرة تسمح بحدود للإبداع والا سنفاجأ بتصوير مشاهد إباحية أو مثلية أو غيرها من الأعمال التى تصطدم مع أخلاقيات بلد شرقى مسلم يحارب على جميع الأصعدة، حيث إن التمويل الأجنبى لأى عمل فنى مثير للشبهات، فهل هناك قانون ينظم هذه المسألة؟

مدرس علم النفس- كلية الآداب- جامعة الإسكندرية