رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الأرض السبخة هى تلك الأرض التى لا تنبت كلأً ولا تمسك زرعاً، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: "مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه فى دين الله، ونفعه ما بعثنى الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به، فالذى لا ينفع الله تعالى به الناس هو كالأرض السبخة أو القيعان التى لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فخير الناس أنفعهم للناس، وشرهم من تركه الناس واتقوه وتجنبوه اتقاء فحشه»، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه الناس اتقاء فحشه، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه»، والذى لا شك فيه أن فضائيات جميع الجماعات المتطرفة هى فضاءات سبخة لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ.

أما أهل الفضل والصفاء فهم من شرح الله سجانه صدورهم للإسلام، وملأها بحب الخير، فاصطفاهم لقضاء حوائج الخلق، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما يبذلونها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم».

ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «إن لله عز وجل خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم فى حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله، هؤلاء هم الأشجار المثمرة اليانعة النافعة، غير أن هذا الإثمار قد يعرضهم لحسد الآخرين أو أحقادهم أو محاولة تعويقهم. ممن قصرت هممهم، وشغلوا بالصغائر عن العظائم، وبهدم الآخرين عن بناء أنفسهم، وقد قالوا: ولا يقذف بالأجحار إلا الشجرة المثمرة، ولا يقذفها إلا الصبية، أما الرجال فيستحون، ولا يحوم اللص إلا حول البيوت العامرة، فإن حام حول البيت الخرب كان سيد البلهاء، غير أن رمى الصبية أو قذفهم لا يزيد الوطنيين المخلصين إلا صلابة، فالضربة التى لا تقصم الظهر تقويه، ولله در أبى حيان الأندلسى، حيث يقول:

عداى لهم فضل علىّ ومنة

فلا أبعد الرحمن عنى الأعاديا

هم بصرونى عن زلتى فاجتنبتها

وهم سابقونى فاكتسبت المعاليا

 

ويقول أبوالأسود الدؤلى:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها

حسداً وبغياً إنه لدميم

 

فالعاقل من ينشغل بالبناء لا بالهدم، ولا يقابل السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح، ويدفع بالتى هى أحسن، حيث يقول الحق سبحانه: «ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم»، نسأل الله تعالى أن نكون منهم، وأن نتحلى بأخلاقهم، وأن نحشر فى زمرتهم.

--

وزير الأوقاف