عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«العين ما تعلاش على الحاجب يا فندم» هكذا تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى بمنتهى التبجيل والتوقير والتقدير والرقى مع قائده السابق اللواء سمير فرج، مشيدا بقيادته له عندما كان ضابطا صغيرا، دون تكبر أو استعلاء، أو نسيان للجميل كما يفعل البعض ممن تقلدوا المناصب، ليقدم للجميع درسًا أخلاقيًا وتربويًا عظيمًا فى احترام القدوة والمعلم، وحفظ الجميل.

أعطى الرئيس السيسى درسًا عمليًا ونموذج محاكاة واقعيًا لجميع القيادات فى مختلف المناصب بأن يحترموا قيادتهم السابقة مهما بلغت مكانتهم؛ لأن الوفاء صفة العظماء التى لا يمكن أن تسقط بالترقى، وأن التعلم معروف وفضل لا يمكن أن يقدر بثمن، ولا يمكن رده سوى بحفظه والاعتراف به، فصاحب أكبر منصب فى الدولة لا يخجل من أن يذكر فضل معلمه عليه، ويعطيه حقه أمام الجميع.

حوار الرئيس السيسى مع قائده السابق حمل الكثير من المعانى الراقية التى لو دونت لاحتاجت مجلدات، لما فيها من أسمى قيم الوفاء والأصالة والتواضع والإخلاص، واحترام التقاليد العسكرية، وتبجيل الأكبر سنًا، واحترام المعلم والقائد، ليلقّن أصحاب المناصب الذين يتعالون على اساتذتهم درسًا قاسيًا، فقد أجّل معلمه وقدّره برغم أنه الأعلى منصبًا فى البلد، وزادت قيمته فى أعين الجميع بعد أن رأوا منه هذا السلوك الإنسانى الأخلاقى النبيل.

وعلى الرغم من مرور السنوات وتغير الأحوال، وتقلد السيسى منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، فإنه يخاطب قائده السابق بكل التبجيل وكأنه ما زال يعمل تحت قيادته، يتحدث إليه بكل الاحترام، ويخاطبه بـ»يا فندم»، و»حضرتك» و»سيادتك» ليعلم الجميع أن كل المناصب تسقط أمام المعلم، وكذلك كان حديث المعلم راقيًا ومهذبًا أمام الجميع، ليثمر لنا حوارا فى غاية الرقى، ليسجله التاريخ فى صفحاته المشرقة، كما أنه يجب تدريسه للأجيال الحالية والقادمة.

تفاجأ اللواء سمير–كما اندهشت أنا- بحفظ الرئيس السيسى لمواقف مع قائده الأسبق وتقديره له، لدرجة أنه تأثر باكيًا حين كان يحكى أن الملازم أول عبد الفتاح السيسى منذ ٤٠ عامًا كان من الضباط القلائل الذين استحقوا درجة «امتياز» وانه كتب فى حقه إنه ضابط صاحب قرار وله مستقبل دون أن يعرف أنه سيصبح رئيسًا لمصر، ويصبح فخورًا أنه عمل معه، فقاطعه السيسى قائلًا: «العفو يا أفندم أنا اللى كنت مع حضرتك مش العكس»، لتسقط دموع الأستاذ القائد الذى شعر بوفاء تلميذه له بعد أن وصل إلى أعلى المناصب.

فى دقائق معدود، وبشكل تلقائى، علّمنا الرئيس السيسى جميعًا أن نكون قدوة لأبنائنا بتصرفاتنا وأفعالنا وليس بالاكتفاء بالنصح والإرشاد، فعندما يرون قدوتهم يبجل معلمه أو قائده، سيفعلون ذلك أيضًا، ويعرفون أن التواضع يزيد من رفعة صاحبه، وأن الاعتراف بالمعروف يعلّى من قدر صاحبه، ولا ينتقص منه، فعلينا جميعًا أن نتخذ منه قدوة حسنة لنا، ونربى أبناءنا على تلك القيم السامية.