رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

لم يأت تفاعل جامعة القاهرة مع المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) من فراغ، ولا من قبيل المصادفة؛ ذلك أن انشغال الدولة الوطنية بتحقيق هذا الحلم للبسطاء والفئات الأكثر احتياجا يعد حجر الزاوية فى مظلة الحياة الكريمة التى يتغياها المواطن، وطالما كان يحلم بها.

وقد سارت جامعة القاهرة من خلال رؤاها المؤسسية، وتكاتف قياداتها الوطنية فى مسارات تتوازى مع منطق استدعاء الوعى الوطنى فى ذكرى العبور العظيم الذى أحرزه نسور مصر وأبطالها البواسل فى السادس من أكتوبر الذى بدا منعطفا تاريخيا لا تخفى نتائجه، ولا تنسى منجزاته على مدار عجلة الزمان.

وحتى لا يطول العرض النظرى دعونا نتحدث بلغة الأرقام والحقائق والإنجازات بدلا من الشعارات والشقشقات اللسانية، حيث خرجت من جامعة القاهرة إلى قرى محافظة الجيزة قوافل التنمية الشاملة عبر منشأة رضوان ونكلا والكداية وكفر حكيم وعشش السودان وغيرها.. تصدرتها قوافل طبية للفحص والعلاج المجانى، وتحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات الجامعة، فتم علاج 7583 بالمجان ونقل 20 حالة حرجة للمستشفيات و4111 حالة توعية صحية للمواطنين حول المخدرات والوعى البيئى وأمراض الثدى من خلال ندوات ومحاضرات وحوارات مع الأهالى، كما تم تطعيم 2191 حيوانا بيطريا مع الحديث عن تنمية الثروة الزراعية والحيوانية من واقع تحرك 57 قافلة مجانية متنوعة، 11 قافلة شاملة، 22 قافلة طبية و13 بيطرية و8 تمريض، 3 زراعية.

كما تم خلال مشروعات القوافل تدريب 835 على الصناعات الصغيرة وتدوير الصناعات وتشكيل المعادن فى سياق مشروع (صنايعية مصر) لتعليم الحرف والدعم النفسى ومكافحة الإدمان وفتح مجال التدريب بورش الجامعة ومعاملها.

وخرجت الجامعة بعيدا عن أسوارها الحديدية وحتى عن محافظة الجيزة لتنطلق قوافلها إلى حلايب وشلاتين وأبو رماد بمحافظة البحر الأحمر ومدينة النوبة بأسوان، والسلوم وسيدى برانى بالتعاون مع محافظة مطروح وجامعتها والمنطقة العسكرية الغربية فى اهتمام واضح وعملى برفع كفاءة الأطقم الطبية بمستشفيات مطروح، والتوعية بأهمية الثروة الحيوانية والزراعية وزيادة الإنتاج.

وضمن نشاط القوافل امتد العطاء الوطنى للجامعة الأم فى ندوات التوعية ضد مخاطر الإدمان والإرهاب والتطرف مع إعداد عيادات متنقلة لتخفيف العبء عن المواطنين، وأسست الجامعة مقرا دائما لمكافحة الإدمان ومركزاً للدعم النفسى وبناء الذات مع وحدات الأمن والسلامة والصحة المهنية.

وكان للجامعة حضور لافت فى كل مشروع وطنى بناء منذ مشاركتها فى مبادرة 100 مليون صحة وصحة المرأة، إلى مشاريع إنقاذ الوطن من فيروس C إلى متابعة الكشف المبكر وعلاج السمنة والتقزم والعدوى، إلى حقوق ذوى الهمم إلى سبل مواجهة وباء فيروس كورونا، إلى مشروع تطوير الريف المصرى بكل أبعاده وغاياته الوطنية. فكان للجامعة الأم مشاركات ومنجزات تتسق مع مكاناتها عبر حملات توعوية وأدلة استرشادية إلى جانب رصد المشكلات المجتمعية وغرس ثقافة التطوع وإنكار الذات لدى طلابها كذا ثقافة الخدمة المجتمعية مع ثقافات الثقة والمواطنة وأصالة الانتماء.

ثم اتسمت دوائر عطاء جامعة القاهرة بالمشاركات الجادة على المستويات القومية على غرار مشاركة 8 أساتذة من قصر العينى ضمن الوفد الطبى لأساتذة الجامعات فى محنة مرفأ بيروت، إلى مشاركة أفريقية فريدة فى تدريب ألف قائد أفريقى بكلية الدراسات الإفريقية العليا وتعليمهم اللغة العربية فى دورات مجانية، إلى تدشين المشروع القومى للجامعة فى مفوضية اللغة العربية ومسابقة (بالعربى) بمشاركة إماراتية، إلى حملة 16 يوما لمناهضة العنف ومكافحة التحرش.

ولعل ردود الفعل لدى الأهالى والطلاب كانت دليلا قاطعا على نجاح مبادرات انخراط الجامعة فى أعماق أرياف الجيزة وقراها، فكان شكر الأهالى على قوافل العلاج المجانى والكشف الطبى موازيا شكر المتدربين بالورش والمعامل الجامعية متسقا مع شكر المواطنين على مبادرة حياة كريمة للقرى الأكثر احتياجا وإن ضمت تحت مظلتها جهودا عظيمة للدولة الوطنية فى الحفاظ على صحة البسطاء والقضاء على العشوائيات.

وقد نال مجتمع الجامعة حظا أوفى من ذلك العطاء الوطنى المتجدد للجامعة مما بدت منه جوانب وأبعاد فى علاج الطلاب بقصر العينى إلى جانب مستشفى الطلبة، كما حظى الطلاب بالمشاركة فى ملتقيات التوظيف مع التوسع فى صندوق التكافل الاجتماعى والخدمات الطلابية وشراء الأجهزة التعويضية لذوى الهمم، وتخصيص منح تفوق للطلاب الأوائل.

وكذا كان امتداد العطاء الجامعى لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم من خلال مشروع الإسكان بمدينة 6 أكتوبر، والدعم المالى ومكافآت التدريس، وإلغاء التبرعات الإجبارية، ودعم صندوق الرعاية الطبية، وافتتاح عيادات خارجية متخصصة، وتيسير سبل علاج الأساتذة المتفرغين وذوى الأمراض المزمنة من خلال تعيين مندوب من الكلية لصرف العلاج المتكرر، مع تيسير سداد فواتير العلاج بأى مستشفى معتمد من وزارة الصحة من خلال مراجعة مجلس إدارة صندوق الرعاية الطبية.

وفى هذا السياق، كانت مكافآت العاملين بمستشفى العزل وفقا لرؤى القيادة الوطنية ومجلس الوزراء فى التعامل مع فرسان الجيش الأبيض فى فترة انتشار وباء كورونا.. وازدادت عطاءات الجامعة فى مشاركتها الوطنية والقومية وتعاونها وشراكاتها مع الوزارات ومؤسسات الدولة للتنمية المستدامة، فكان التعاون مع هيئة الرقابة الإدارية وإصدار الميثاق الأخلاقى لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم ووجوب احترام منظومة القيم والأعراف الجامعية، ومثل ذلك كان تعامل الجامعة مع وزارات الخارجية، والتضامن والبيئة، والشباب والرياضة، والثقافة والأوقاف، وكذا التعاون مع القوات المسلحة من خلال مركز البحوث الطبية، وأكاديمية ناصر العسكرية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وأكاديمية البحث العلمى، وجامعة الدول العربية والمجلس الأعلى للآثار، ووزارة التخطيط ووزارة الهجرة والمصريين بالخارج، إلى جانب المشاركة الفاعلة فى مشروع (مودة) و(مصر الخضراء) و(الصحة ثروة) مع بقية المبادرات

الصحية والبيئية.

ولم يكن خافيا - بحال- إصرار جامعة القاهرة منذ عام 2017 على إنجاز مشروعات الفكر والاستنارة الثقافية الواعية باحترام النصين المقدسين (القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية) واستمرار باب الاجتهاد فى التفاعل مع ما عداهما حواراً ومناقشة ومراجعة بغية الوصول إلى خطاب ثقافى متجدد بأبعاده  الوطنية والشبابية والتربوية والإعلامية والدينية وهو ما تجلت منه جوانب عبر نصوص وثيقة التنوير ومجلس الثقافة والتنوير، وإنتاج دورات تدريب الأئمة والواعظات، وتدشين النسخة الرابعة من مشروع قادة المستقبل، واستمرار نجاحات مشروع تطوير العقل المصرى وبناء الإنسان مع نشر ثقافة الانتاج والتعرف على المشروعات الوطنية الكبرى.

ومثل ذلك كان التفاعل الطلابى مع مسابقات الفنون والإبداع والابتكار والتفكير النقدى والمسرح الجامعى، وأفضل تلاوة للقرآن الكريم، ومواد الصالون الثقافى ومنتدى أحمد لطفى السيد، والحفلات الفنية بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة تنفيذاً لأجندة العمل الثقافى الجامع بين الطلاب وأساتذتهم وكبار المفكرين والإعلاميين والنقاد، والأدباء المرموقين.

من خلال هذه الفعاليات جاءت مسيرة التطوير والتحديث بجامعة القاهرة من خلال مجلسها الموقر بكل قياداته رئيسا ونوابا ومساعدين وعمداء، وهو ما امتد إلى رحلة الإعداد لعام دراسى جديد يتحدى وباء كورونا بالحضور التفاعلى المباشر، مع التشديد على الأمصال، والإجراءات الاحترازية مع ارتداء الأقنعة، والتباعد الاجتماعى بكل صوره فى المحاضرات والامتحانات على السواء على النحو الذى شدد عليه مجلس الجامعة فى جلسته الأسبوع الماضى برئاسة أ.د. محمد الخشت، رئيس الجامعة.

نائب رئيس الجامعة الأسبق