عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

 

 

 

عندما سئل نهرو زعيم الأمة الهندية، بماذا تحكم العالم؟ قال: بقضاء مستقل وصحافة حرة.

وللإنصاف.. فإن القضاء المصرى عرف الاستقلال منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حين نص دستور ١٩٢٣ على أن القضاء سلطة مستقلة وسارت على نهجه دساتير مصر المتعاقبة، بعد أن صدر قانون استقلال القضاء عام ١٩٤٣.

ومع مرور الأيام يتأكد شموخ القضاء يوما بعد الآخر ليثبت نزاهته واستقلاله، فها هو شيخ القضاة عبدالرزاق باشا السنهورى «رحمه الله» الذى اجبر أحد أفراد الاسرة القضائية على الاستقالة لمجرد أن احد المتقاضين عرض عليه رشوة ورفضها، وحين اخبره القاضى بأنه رفض الرشوة، فجاء رده الشهير بأن «هذا الراشى لو لم يجد فيك (ثغرة) ما تجرأ ان يعرض عليك رشواه».

كما حفل سجل القضاء بنماذج مضيئة ومشرفة، جسدها العديد من رؤساء المحاكم من خلال احكامهم المحصنة بالعدل والنزاهة، حيث تروى الموسوعة القضائية حكما شهيرا للمستشار مصطفى كيرة، رئيس محكمة النقض الأسبق، الذى تراجع فى اللحظة الأخيرة عن النطق بالحكم استجابة لصرخة امرأة ترفع طفلها المعاق، متوسلة باأن زوجها المتهم اختلس لعلاج ابنهما المريض بعد ان باع كل ما يملكان فى الحياة.

وعندما سئل رئيس المحكمة عن السبب فى احالة القضية إلى دائرة أخرى، قال: خشية من الخلط بين ضمير القاضى الذى يتوخى العدل وبين عاطفة الأب التى تميل لأبنائه.

ويأتى النموذج الأكثر إبهارًا فى المسيرة القضائية للمستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية، حين اختارته الظروف بعد ثورة يونيو ان يكون رئيسا مؤقتا لمصر حتى تتم الانتخابات الرئاسية، يومها قال: «لقد لبيت النداء وفاء لوطني، وحملت اسرتى مخاوف امنية وقيود اجتماعية، وتحملت أمانة التكليف كرئيس لكل المصريين».

هذه الكلمات كانت خلاصة الدرس الذى حمله خطاب الوداع لعدلى منصور عند مغادرته قصر الاتحادية بعد ان أصبح السيسى رئيسا لمصر بصفة رسمية، وللأمانة فقد اثبت المستشار منصور خلال فترته الانتقالية قمة النزاهة، فمنذ اليوم الأول لتكليفه سكن الاتحادية بمفرده وترك اسرته التى كانت تقيم معه بالقاهرة، وأصبح لا يلتقى بها إلا مرة بالأسبوع، بينما كان اهتمامه الأكبر بالأسرة المصرية.

ومن ينسى حكمته فى ادارة الانتخابات الرئاسية بنزاهة وشفافية، محافظا على حياد مؤسسة الرئاسة بين المرشحين، وتشهد بذلك إقالته الفورية لمحافظ الوادى الجديد الذى أعلن تأييده للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى ضد المرشح المنافس حمدين صباحى.

كما تجسدت خبرته فى النصيحة الواضحة للرئيس السيسي، بأن يحسن اختيار معاونيه.

وها هو الرئيس يسير على الدرب مستوعبًا درس المستشار عدلى منصور، ومؤكدًا التزامه باحترام القضاء واستقلاليته وعدم التدخل فى شئونه كقاعدة ذهبية لا يمكن الحياد عنها، موجهًا كل الدعم والتقدير للقضاة فى عيدهم.