رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

 

لم تلق دواوينه الكثيرة الشهرة ، أصابها ما أصاب الشعر العامى من آفات التجاهل، باستثناء النادر منها, ساعد على ذلك عدم انتمائه لشلة معينة , ومع ذلك لم تتوقف الموهبة الفذة  عند العامية فقط، بل امتدت إلى مجالَى المسرح والدراسات الأدبية أيضًا، واللذين أبلى فيهما بلاء حسنًا، إلا أن المجالات التى عمل فيها لم تمنحه الانتشار الكامل.

 التشابه الكبير بين اسمه واسم الشاعر الكبير فؤاد حداد أحدث بلبلة وإزعاجا , خاصة الخلط  بين الأعمال الإبداعية لكليهما, وظل الحال على ما هو عليه إلى أن مسَّه بريق الشهرة بعد تأليفه تترَى مسلسل «حديث الصباح والمساء» فى تعاونه مع السيناريست محسن زايد، الذى منحه فرصة عمره التى اغتنمها وأحسن استغلالها وقدم أحد أهم التترات الخالدة فى وجدان الشعب العربى كله، ولكن هذا التعاون لم يتكرر ولم يُقدِم مخرجو التليفزيون على التعاون معه مرةً أخرى، رغم نضج وعمق وطزاجة كلماته.

وحكاية مسلسل حديث الصباح والمساء كما يرويها الشاعرالراحل فؤاد حجاج  «1929- 2021»  تقول:

كان محسن زايد يرسل إليَّ حلقات المسلسل باستمرار؛ لكى يأخذ رأيى فيها بحكم الصداقة التى نشأت بيننا بعد مشاهدة «زايد «مسرحية «حجاج» «محاكمة شخصيات نجيب محفوظ».

ويضيف» حجاج»: «بحكم الصداقة التى تكونت، «أخذ زايد» فى إرسال حلقات المسلسل إليَّ تباعًا لأبدى رأيى فيها أثناء الكتابة، هزتنى الأحداث بشدة، فكتبت تترَى البداية والنهاية دون أن يكلفنى أحد بالكتابة ، كتبت فقط لأنى لم أستطع أن أتمالك نفسى أمام جمال السيناريو، عرضت ما كتبت على محسن زايد، ولم أكن أتوقع الكثير؛ فكل مخرج مسلسل أو فيلم، كان لديه فى هذا الوقت مجموعته التى لا يغيرها أبدًا من كتاب، ومغنيين وممثلين.. إلى آخره، ولم أكن أنتمى إلى أية مجموعة، إلا أن «زايد» أُعجب بالكلمات بشدة، واعتبرها تلخيصًا وافيًا لكل أحداث المسلسل فى أسطر قليلة، وأذكر أنه نقل إليَّ لاحقًا ثناء الأستاذ نجيب محفوظ وإعجابه الشديد بما كتبت».

جاءت أغلب أشعار «حجاج»ترصد الأحداث الوطنية التى مرت على مصر؛ بداية من النكسة وحتى ثورتَى يناير ويونيو، وكان موقفه خلالهما موقف أغلب المثقفين الوطنيين الذين عبروا عن هموم المواطن المصرى.

 ويعد «حجاج» أحد رموز الحركة الأدبية والثقافية فى مصر، جاب المدن والقرى المصرية لاكتشاف المواهب الأدبية وقدمها بكل تشجيع وحب.. يقول عن نفسه: بدأت مشوارى الإبداعى رافضاً - بمصرية خالصة -  كل ما أحدثته النكسة فى جيلي، مؤمناً بفطرة نقية أن هذا الشعب لن يركع للهزيمة ولن يقبل أن يتكيف معها,   أخذنى المس الوجدانى الذى يشتعل عندما أبوح للناس بما أكتبه, فالشعر عندى ليس الكلام المقضى والفصيح، الشعر هو ما يهز القلب كما قال نجيب سرور, ترويت وتأملت وقرأت وغصت فى النفس, فى الحياة, فى كنه الإنسان ورحلته القصيرة على هذه الأرض وآمنت أن الكلمة مسئولية وضمير وأخلاق.

ويستطرد «حجاج»: قبل أن تكتب قصيدة جيدة يجب أن تكون أنت قصيدة جيدة كما قال «ملتون»,  ورغم أن الرواية أصبح لها دور كبير واتجاهات كثيرة واجتذبت عدداً كبيراً من الكتاب الجدد بطرح جديد أخذ اهتمامات القراء، ولكن ما لمسته خلال وجودى فى لجان تحكيم مسابقات الشعر فى العديد من المحافل أقول: إن هناك اتجاهاً قادماً من جيل واعد سيعيد للشعر مكانته على أيدى وجوه شابه لم تتح لها الفرصة من قبل,ولابد أن يوجد أنواع مختلفة من الشعر وقد وجدت فى القصيدة النثرية إبداعاً تعبيرياً رائعاً، لأن الزمن قد تغير ولابد أن يعبر عنه بطرق جديدة قد يختلف على مسمياتها البعض .

تحية لروح الشاعر صاحب الموهبة التى فرضت نفسها وإن لم تمتدْ إليه يدُ الشهرة والتقدير لتزيِّن مسيرته.

[email protected]