رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لحظة فلسفة

وفقاً لآينشتين.. الزمن هو البعد الرابع. عالم الفيزياء الأشهر فى القرن العشرين اعتبر أن الزمن ليس شيئاً مطلقاً. جوهر النظرية النسبية أن الزمن يُمكن أن يتغير فى السرعات العالية التى تفوق سرعة الضوء، وبالتالى يتحرك فى كل الاتجاهات؛ إلى الأمام والخلف أيضاً!

هذا مفهوم لا نستطيع تصوره. ما يمنح حياتنا معناها هو أن «سهم الزمن» -كما يُسميه الفيزيائيون- يُشير للأمام دائماً. الوقت لا يعود. إحدى الخصائص الرئيسية لوجودنا هى أننا نستطيع العودة للمكان ولو بعد مئات وملايين السنين، ولكن الزمن يتحرك باستمرار ولا يُمكن استعادته، سوى فى الذاكرة.

ولكن ما هو الزمن أصلاً؟ سؤال مُلغز وصعب. بإمكاننا قياس الزمن، بإمكاننا كذلك الشعور بمروره، ولكننا لا نستطيع أن نُعين ماهيته. الفيلسوف أرسطو اعتبره من «أكبر الغوامض غموضاً»!

من الواضح أن الزمن مرتبط بالتغيير. الأشياء تتغير عبر الزمن، وهذه خاصية أخرى ملاصقة للوجود. التغير يحدث فى اتجاه معين، تماماً مثل «سهم الزمن» الذى ينطلق للأمام لا يلوى على شيء. فى الطبيعة، يمكننا أن نرى بيضة تنكسر، ولكننا لا نرى العكس أبداً. الأشياء تنزع إلى التحلل. تبلى وتفنى. هذا هو اتجاه التغيير الأبدى.

الكائنات تولد وتنمو، ثم تموت وتتحلل. هذه التراتبية، من الميلاد إلى الموت، تمنح وجودنا البشرى المعنى. تجعلنا نُدرك الزمن فى ابعاده الثلاثة: الماضى والحاضر والمستقبل. نحن نعيش حياتنا على خطٍ زمنى مستمرٍ فى التدفق. لو تصورنا أن هذا الخط لم يكن موجوداً، أو أنه يسير فى اتجاهات مختلفة، أو أنه لا يؤدى إلى تحلل الأشياء، لكان للوجود معنى آخر مغاير كلياً. حياتنا على الصورة التى نعرفها لأن لها مبدأ ومنتهى: نقطة بداية فى الزمن الماضى، ثم نقطة نهاية فى زمن مستقبلى، ونقطة حاضرة هى النقطة الوحيدة التى لها وجود حقيقى، وإن كان عابراً.. فبعد لحظة واحدة تصير هذه اللحظة التى تقرأ فيها هذا الكلام ماضياً لا يمكن استعادته!

من خصائص الزمن كذلك أنه نسبى. هذا ما قال به آينشتين. الشعور بالزمن يتوقف على منظورك. تلك حقيقة فيزيائية، وكذا حصيلة تجربتنا فى الحياة العادية. بعض الدقائق فى أعمارنا تمضى كدهور، فيما تمر سنوات كلمح البصر. والشاعر يقول: «إن الزمان ولو يلين لأهله لمُخاشنُ... خطواته المتحركاتُ كأنهن سواكن»!

[email protected]