رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

 

ساعده الشاعر مأمون الشناوى وحول حياته من شخص يعمل بإحدى المهن اليدوية إلى أشهر شاعر غنائى فى بداية التسعينيات من القرن الماضي، ولم يجد أى غضاضة فى أن يفتح الطريق أمام شاعر موهوب آخر بأن يدخل طريق الفن ويحقق به نجاحات.

لم يخف «الشناوى» من الموهبة الفذة - رغم أنها تمتهن نفس مهنته -, بل على  العكس ارتضى أن يكون سلماً لها لتصل إلى المجد والشهرة. سيد مرسى «المكوجى»، الذى يقع فى حب إحدى الخادمات ومن حسن حظه، أنها تعمل بمنزل الشاعر الغنائى مأمون الشناوي، بدأت الحكاية بخلاف نشب بين «المكوجى»، والفتاة التى يحبها والتى هجرته لاحقاً، ليرسل لها أبيات شعر فى جاكت إحدى البدل الخاصة بمن تعمل لديه وهو مأمون الشناوي، لتكون تلك الكلمات هى أغنية «على الحلوة والمرة»، و ما رأى «الشناوي» كلمات تلك الأغنية إلى أن أقام الدنيا باحثًا عن كاتب تلك الكلمات، ليضع الفتاة العاملة لديه فى حالة من الرعب، لتروى له القصة ويطلب منها أن تأتى بحبيبها المكوجى. يستكمل القدر دوره مع سيد مرسى ليتصل مأمون الشناوى بصديقه.

الملحن محمود الشريف وصديقهما المشترك نجم الغناء فى هذا الوقت - عبدالغنى السيد - لتخرج للناس أغنية من أروع الأغانى المصرية، حتى إن الشاعر سيد مرسى لقبوه فيما بعد بـ «سيد مرة» تأسياً بعنوان أول أغنية اشتهر بها، فكانت الكلمات رقيقة ومعبرة وهى التى أراد أن يتودد بها لحبيبته الخادمة التى هجرته وطلب من خلالها الصلح, وتقول الكلمات: «ع الحلوة والمرة.. مش كنا متعاهدين.. ليه تنسى بالمرة.. عشرة بقالها سنين.. ع الحلوة والمرة.. نسيت خلاص عهدنا ونسيت ليالينا.. ونسيت كمان ودنا ونسيت أمانينا.. كان أملى فيك غير كده ليه تنسى ماضينا.. حرام عليك كل ده شمتهّم فينا.. راح تنسى كام مرة  وتفرح اللايمين».

واستمرارًا لتصاريف الأقدار تم تسجيل الأغنية وتنجح نجاحا ساحقا يظل وينطلق بعدها اسم سيد مرسى كأحد أكبر شعراء تلك الفترة، وقد كتب العديد من الأغنيات للمطربة وردة والتى كان منها: «اشتروني» و«ليالينا»، و«يا ولاد الحلال» و«أحضنوا الأيام» و«اسمعونى» والتى كانت من ألحان بليغ حمدي، وغيرها، كما كتب لغيرها من المطربين لتحول الصدفة «المكوجي» إلى أحد أهم عتاولة الشعر الغنائى فى مصر والعالم العربى.

ومن بين من غنوا له من مشاهير مصر المطربة شادية فى أغنية «خليك هنا خليك بلاش تفارق» التى حققت نجاحا كبيرا وقتها، وكذلك محرم فؤاد فى «كله ماشى», كما اشتهر سيد مرسى بأسلوب جميل فى سرد أغانيه، ومن هنا نفذ بسهولة إلى حناجر عشرات المطربين، لدرجة أن المؤرخين الموسيقيين يحكون أن بليغ حمدى قربه منه بشدة ليكتب أغانى كثيرة لوردة منها أغنية «وحشتونى».

كما أن سيد مرسى هو كاتب أغنية «احضنوا الأيام» لوردة وعبر بها عن الغدر، ولم تكن عفاف راضى تغيب عنه حيث غنت له «ردوا السلام» وهى من أروع أغانيها التى لحنها مكتشفها بليغ حمدي، وهو الذى جمع هذا الثنائى الناجح – مرسى وراضى – فى أكثر من عمل ومنها أغانى فيلم «مولد يا دنيا» الفيلم الوحيد لعفاف راضى وعرف فيه الجمهور ممثلة استعراضية.

كان الشاعر سيد مرسى صاحب العمر المديد (1887- 1995) خير من عبر بكلماته الرقيقة عن الفراق والغربة، ووصفه محبوه وعشاقه بأنه واحد من أنبل شعراء الأغنية فى مصر، حيث لم تغيره الشهرة والمجد والمال واستقر فى مقر سكنه بحى «بولاق» الشعبى بوسط القاهرة طوال حياته، حتى بعد أن ذاع صيته واشتهر واكتسب الكثير من المال.

ورغم أن «مرسى» لم يتزوج الخادمة التى كانت سبباً فى اكتشافه إلا أنها كانت الصدفة والسر الذى منح الفن شاعراً كبيراً أمتعنا بروائع الكلمات لكبار المطربين.

 

 

Salah_alwafd@yahoo.com