رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

على فكرة

ليس اسوأ من شهادة الداعية السلفى «محمد حسين يعقوب «من أن تُخمد الحملة الإعلامية التى صاحبت شهادته،بغلق الموضوع ومن ثم نسيانه نهائيا، كما هى العادة دائما، فى بر مصر. مع أن الشهادة تفتح الأبواب الموصدة،لمناقشة الدور المخرب للدعوة السلفية فى الحياة المصرية،التى تروج منذ أكثر من نصف قرن،من خلال الكتب والكاستات وخطب الزوايا والمساجد، لخرافات لا علاقة لها لا بالفقه، ولا بالحقيقة وفى القلب منها الزعم بأنها شىء،وجماعة الإخوان شىء آخر. 

خطر الحركة السلفية يتمثل فى الانتشار الواسع لها فى محافظات الوجه البحرى، وسيناء وقنا، وأغلب المنتسبين إليها، هم من الفئات الاجتماعية الفقيرة والمستويات التعليمية الأولية والمتوسطة،الذين تقوم باستقطابهم عبر آلاف المساجد والزويا التى تقيمها،و من خلال امتلاكها لأكثر من 15 جمعية خيرية تحظى بتمويل خليجى هائل، تهيمن من خلاله على عقول البسطاء من المواطنين. ليس هذا فحسب بل امتد تأثيرها على فئات من الطبقة المتوسطة. 

ويشى ما يحدث فى الشارع المصرى بنفوذها،فى الازدياد الملحوظ لارتداء النساء للنقاب والعبايات الإيرانية،وإطلاق الرجال للحى وارتداء الجلاليب البيضاء. هذا فضلا عن إنفاق الأموال الطائلة لحث الفنانات على الاعتزال، ونشر طقس العقيقة احتفالا بالمولود الجديد.فضلا عن الدعوة لتعدد الزوجات، وتحريم منع الختان وتكفير استخدام موانع الحمل والإجهاض، وتحليل زواج القاصرات، وتعميم الزيارات المتتكررة لأداء العمرة، التى تحولت لبزنس للإثراء،وغير ذلك من عادات اجتماعية سيئة، تهدر فى كل لحظة جهود الدولة نحو التحديث والتنمية، وتلتهم بالنصب والفهلوة والمتجارة بالدين، كل عوائدها ! 

الشيخ يعقوب لم يكذب، بل قال الحقيقة حين وصف نفسه بأنه ليس عالما فى شئون الفقه والدين، بل هو مجرد واعظ للعامة من مريديه، يلقنهم كما تدعو الكتيبات التى يوزعنها على مدخل المساجد، ألا «يرى المريد على وجه الأرض أحب إليه من شيخه «لتصبح العلاقة بين الشيخ والمريد، كما يقولون فى تلك الكتيبات، التى تحفل بالخزعبلات،كعلاقة العبد وربه،. فيكدس الشيخ الثروات من مواعظه وبرامجه التليفزيونية واستضافته فى مجالس الكبراء والأمراء و الأثرياء والمشاهير، لدرء الحسد عنهم، بعد أن أصبح المريدون عاجزين عن العيش فى الحياة، دون فتوى يومية منه وموعظة فى شئونها أو رقية شرعية تحميهم من أنواع الشرور!

تحول السلفيون فى سنة حكم الإخوان إلى الذراع المسلحة لها، وإلى جيش الجماعة الذى ينفذ أوامرها. ومن بين تلك المهام ترويع المجتمع، التى تجلت فى عمليات القتل والتصدى للمظاهرت السلمية لمعارضى سياسة الجماعة، والاعتداء على المواطنين، وقطع الطرق والكبارى،وتعطيل المصالح الحكومة، ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع، ولم تتوقف مع اعتصامى رابعة والنهضة.هذا فضلا عن مهام الحشد للانتخابات العامة والرئاسية والاستفتاءات الدستورية،والاعتصامات المليونية،واحتلال مدينة الإنتاج الإعلامى، ومبنى المحكمة الدستورية، وهدم القبور وتحطيم تماثيل الميادين العامة. بالإضافة إلى حملات التكفير و التحريض اليومية عبر قنواتهم الدينية ومليشياتهم الإلكترونية ضد قوات الجيش والشرطة ورجال القضاء والإعلام،وكل مؤسسات الدولة التى تعهدوا بهدمها. 

كرست حشود السلفيين افوضى الجماعة، بفاشية دينية، تتخفى وراء فهم جاهل وقاصر وانتقائى للشريعة، تريد فرضه على شعب يعرف دينه جيدا، وتلتزم دولته الحديثة بمبادئه، منذ بدايتها فى عهد محمد على أوائل القرن التاسع عشر. 

الحركة السلفية باتت أشد خطرا على المجتمع من جماعة الإخوان، لأنها تنشط وتتوغل فى حماية من الدولة. والحد من التأثير الاجتماعى المدمر لدعاتها كما برز فى شهادة يعقوب التى انطوت على تبرير مضمر للإرهاب، هو مسئولية الدولة أولاً وأخيرًا، إذا كنا حقًا نريد تجديد الخطاب الدينى، والتقدم نحو المستقبل.