رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِي

هذا القول المأثور نردده كثيرا خاصة عندما يكون هناك تلكؤ أو تباطؤ فى دفن الميت الذى ثبت موته..هذه المقولة تصادف صحيح سنة نبينا عليه أفضل السلام، فمن السنة تعجيل الصلاة على الجنازة ودفنها؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم، ولكن إذا صادف ذلك وقت الساعات الثلاث أجلت الصلاة عليها ودفنها.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة أو دفن الميت فيهن وهن حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب. والظهيرة حال استواء الشمس، ومعناه حين لا يبقى للقائم فى الظهيرة ظل فى المشرق ولا فى المغرب، كناية عن وقت استواء الشمس فى وسط السماء، وذلك لحكمة يعلمها الله.

قرارات وزارة الصحة بتحديد ساعات لاستخراج تصريح الدفن مخالف للعقل والمنطق ولسٌنة رسولنا الكريم. قرارات وزارة الصحة مفادها أنه من توفى بعد الثالثة عصرا سوف لا يجد من يمنحه رخصة الدفن، وسيكون الجواب إذا وجد من يجاوبه «فوت علينا بكره يا سيد».

فهل يجب أن نحدد الساعة التى نموت فيها حتى يجد أهالينا من يمنحهم رخصة الدفن؟ وما ذنب أهل الموتى فى الاحتفاظ بجثة ميتهم ليوم آخر وسط معاناه وعذاب خاصة إذا كان المتوفى من الصعيد أو وجه بحرى وتوفى فى القاهرة الكبرى، ونحن نعلم أن أهل المتوفى يهرعون حيث يوجد ميتهم وتتحمل الأسرة والقادمون مشقة المبيت انتظارا ليوم آخر لدفنه فى محافظته؟

المصيبة ألا يتوافر طبيب فى اليوم الثانى أو أن يكون لديه العديد ممن ماتوا بالأمس أو من طلبات النيابة أو الحوادث وقد يتأخر لآخر النهار أو نتتهى ساعات عمله وينهى وقت عمله دون أن يستكمل كافة الحالات التى توفيت من أمس واليوم.

من يحضر من مفتشى الصحة بعد الثالثة يرفض استخراج تصاريح دفن بدعوى أنه فقط يناظر الحوادث أو تنفيذ أوامر النيابة، وأن السيستم لا يقبل تسجيل أى حالة وفاة طبيعية بعد الثالثة!!! فهل هذا معقول أو مقبول.

هذه القرارات خلقت سوقا سوداء لتصاريح الدفن وبدأ السماسرة والحانوتية فى ابتزار أهالى المتوفين لاستخراج تصاريح الدفن..هؤلاء يعرفون مفتشى الصحى ويحضرون إليهم وقت طلبهم و«كله بياكل عيش»!!!..فهل هذا معقول؟

ما ذكره الزميل إسلام أبوخطوة فى التحقيق الصحفى الذى نشرته جريدة الوفد فى العدد الصادر يوم الأربعاء الموافق ٢ يونيه أصاب كبد الحقيقة ورصد العديد من صرخات أهالى متوفين وكيف عانوا حتى استخرجوا تصريحا لدفن فقيدهم، التحقيق كشف النقاب عن سماسرة استخراج تصاريح الدفن، وكيف تحولت إلى بزنس وتجارة رابحة لكافة أطرافها والمشاركين فيها.

قرارات وزارة الصحة خلقت سوقا سوداء لتصاريح الدفن والمعاناه التى يعانيها أهل المتوفى أو المتوفاة إذا تصادف وقرر فقيدهم أن يرحل بعد الثالثة عصرا.. أو أن يفشل أهل المتوفى فى الوصول إلى مفتش الصحة، والذى يشترط أن يكون من مكتب الصحة أو الوحدة الصحية التابعة للمنطقة النى رحل منها المتوفى، وغالبا أهل المتوفى يدوخون السبع دوخلات للوصول إلى مكتب الصحة التابع أو المختص بإصدار تصريح الدفن للمرحوم.. نحن فى عصر الرقمنة فلماذا الإصرار على ضرورة الالتزام بمفتش الصحة التابع للمنطقة التى حدثت فيها الوفاة؟

نرجو من وزارة الصحة العدول عن هذه القرارات ومراقبة مفتشى الصحة، وأن يكون هناك خط ساخن للإبلاغ عن حالات الوفاة ويتم توجيه الطبيب إلى مكان البلاغ حيث المتوفى تسهيلا لاستخراج تصريح الدفن، فهو آخر ورقة سوف تصدر لمن يغادر إلى الدار الآخرة حتى ينالكم دعاؤه ودعاء أهله ومحبيه لعلها تكون ساعة إجابة.

[email protected]