رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

كلما اقترب حلول شهر رمضان المبارك الذى لقبناه بالشهر الكريم تغيرت أحوالنا وازدحمت شوارعنا وكثرت مطالبنا وزادت شراهتنا!!. لقد فرض الله على عباده الصيام ليحسوا بآلام الفقراء الجائعين والعطشى طوال العام فإذا بنا نحوله إلى شهر الشراهة وملء البطون بكل ما لذ وطاب ونستعد له بالهجوم على السلع الغذائية وتخزينها، إن من ينظر إلى الناس وهم يدخلون إلى السوبر ماركت ويتجولون فيه وإلى عرباتهم المملوءة بالسلع يتصور أننا سندخل زمناً من القحط وقلة السلع أو أننا مقبلون على حظر تجول جديد؛ ويا للهول فقد وجدت بعضهم يخرج بثلاث عربات إحداها للحوم وربما الأسماك وما شابه وإحداها للأرز والحبوب والخضراوات والفواكه وما شابه والثالثة خصصت للمكسرات والتمور والقمر الدين وماشابه!!.

 إن معنى الشهر الكريم أنه كريم بما يرحم به الغنى الفقير وبكثرة الصدقات والمكرمات فيه، إنه الشهر الذى ينبغى أن يتعلم فيه الناس الزهد فى المأكل والمشرب، إنه الشهر الذى ينبغى أن يتعلموا فيه الاستغناء عن كل ما ليس ضرورياً، فإذا بنا نحوله إلى شهر الشراهة وكثرة الاستهلاك ليصبح الشهر الذى يتفرغ فيه الناس للمأكل والمشرب، يتفرغون فيه لقنص كل ما لذ وطاب والسهر أمام الشاشات لمشاهدة البرامج الترفيهية والمسلسلات التى يسمونها رمضانية وهى أبعد ما تكون عن قيم رمضان الدينية الإيمانية والأخلاقية !!.

كنا فى زمن مضى نشاهد على قناتى التليفزيون اليتمتين الأولى والثانية الابتهالات الدينية والمسلسلات التاريخية ذات الطابع الدينى والآن ومع هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية لم نعد نشاهد إلا برامج اللهو والمسابقات والحكاوى الفارغة من أى معنى التى عادة ما يكون أبطالها من المذيعين والضيوف من الفنانين الشباب منهم والعواجيز وكأنه لم يعد فى مجتمعنا قدوة إلا هم ؛ فهم الذين يملأون الفضائيات ممثلين فى المسلسلات ومذيعين ومقدمى برامج على الشاشات !!

وكم يتساءل السائلون: أين رمضان وأخلاقياته الإيمانية فى كل هذا الركام الهائل من البرامج والمسلسلات؟ أين البرامج التوعوية بهذه الأخلاقيات؟ أين المسلسلات التى تحكى شيئاً من التاريخ الإسلامى وقيمه الدينية والعلمية؟ أين قصص الأنبياء وسير الأئمة والصالحين؟ أين السهرات الدينية التى تحكى وتناقش ما آل إليه حال شبابنا الذين فقدوا بوصلة الإيمان وارتموا فى أحضان قيم الثقافة الغربية فاتقنوا لغاتها وتتلمذوا على قيمها الخربة والتغريبية؟! أين الحوارات الجادة حول قيم الأخوة والمساواة والحرية والاعتدال؟ أين العروض والندوات والمناقشات التى تدور حول أحدث المؤلفات الفكرية والدينية التى يكتبها كتابنا بغرض التنوير وتجديد الخطاب الثقافى والأخلاقى والدينى.. الخ.

أين الحوارات الجادة مع كبار المفكرين والعلماء والأدباء والمثقفين الذين أوقفوا حياتهم على الإبداع وتقديم الرؤى والتفسيرات التى من شأنها النهوض بمجتمعنا ونقله إلى مرحلة حضارية جديدة ننشدها ولانعرف الطريق الحقيقى إليها؟!

أين جولات الكاميرات فى المزارع والمصانع والمعامل لإجراء الحوارات مع الفلاحين والعمال والعلماء كل فى مكان عمله فى نهار الصوم يكد ويعمل وهو صائم ليقدم الخير للجميع علها تكون رسالة حية فى قيمة العمل والإخلاص للخاملين الذين يقضون نهار رمضان نائمين وليله ساهرين؟! أين جولات الكاميرات بين المساجد لنقل الشعائر الروحانية والندوات الدينية التى عادة ما تكون بها المساجد عامرة فى الشهر الكريم؟!

للأسف لا أرى أننا نستعد لرمضان إلا بهذا الكم الهائل من المسلسلات الترفيهية التى تكاد تقضى على البقية الباقية من قيمنا الأخلاقية اللهم استثناءات قليلة قد لايهتم بها أحد!!. وللأسف لا أرى من استعدادات أسرنا لاستقبال الشهر الكريم إلا تكديس المواد الغذائية وكأنهم يدخلون مسابقة فى ملء البطون بكل ما لذ وطاب وليسوا داخلين فى شهر عده الله شهراً للتقوى والزهد والعبادة وقراءة القرآن!!

ومازال السؤال الذى دائماً ما أردده كل عام مع قرب استقبالنا لشهر رمضان الذى عظمه الله كشهر للتقوى والعبادة هو: متى نفيق ونستعد له بقيمه وأخلاقياته الواجبة علينا وليس بما نحن فيه من لهو وترف لايليق بحرمته وجلاله؟!