رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

كان الحق مع إيران فيما اتخذته من مواقف فى معرض الرد على انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووى فى مايو 2018، وما أعقب هذا من تشديد العقوبات عليها. ومن ثم بادرت ايران فقلصت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنهت العمل بالتفتيش المفاجئ للمواقع غير المعلنة التى يشتبه أن بها نشاطاً نووياً، وكثفت نسبة تخصيب اليورانيوم لتصل إلى 20%. واليوم وافق بايدن على مقترح الاتحاد الأوروبى بالانضمام لمباحثات مع ايران بغية إحياء الاتفاق النووى التاريخى الذى أبرم فى يوليو 2015 بين ايران ومجموعة الدول 5 + 1، ويأمل الأمريكيون فى عودة ايران إلى مائدة المفاوضات. غير أن إيران تشترط أولاً رفع العقوبات التى فرضت عليها غصباً وعدواناً.

هناك من يخشى أن يؤدى مقترح المباحثات إلى استدراج إيران لعقد مفاوضات أخرى يتم من خلالها وضع مطالب جديدة تكون بمثابة شروط إذعان على طهران تتعلق باتفاق حول برنامج الصواريخ الباليستية وهو ما ترفضه ايران التى تتمسك بضرورة رفع العقوبات التى فرضها ترامب والتى تسببت بمشكلات حقيقية للشعب الايرانى، وبالتالى فإن رفعها سيمنح ايران متنفساً. كما تصر ايران على وجوب عودة أمريكا دون قيد أو شرط إلى اتفاق 2015 الذى انسحب منه ترامب. وكرر حسن روحانى القول بأن سياسة ايران ترتكز على مبدأ مفاده:(إذا اتخذ الأمريكيون خطوة واحدة فإننا أيضاً سنتخذ خطوة واحدة، وإذا اتخذ الأمريكيون جميع الخطوات فسنقوم أيضًا باتخاذ جميع الخطوات معاً). وكانت إسرائيل قد طالبت بأن تشارك فى المفاوضات التى دعا إليها الاتحاد الأوروبى إلا أن طلبها رفض بسبب موقف ايران التى تعارض بشكل مبدئى مشاركة أى دولة لم تكن من الدول التى وقعت على الاتفاق النووى فى 2015 لا سيما أن إسرائيل لم تخف معارضتها للاتفاق المذكور فى إشارة إلى مواصلة تبنيها للخيار العسكرى.

يتعين على أمريكا اليوم اصلاح المسار والعودة إلى الاتفاق النووى الذى انسحبت منه إدارة ترامب على أن تكون العودة دون شروط مسبقة. ويحمد لإيران أنها تصرفت بكبرياء وندية ونجحت فى إدارة الصراع وفى تعاملها مع العقوبات الاقتصادية والتقنية والدبلوماسية التى فرضتها عليها أمريكا فى محاولة لإرغامها على الركوع والقبول بالإملاءات الأمريكية الصهيونية. وبذلك فإن الكرة الآن فى الملعب الأمريكى، لا سيما بعد أن نوّه جو بايدن بعزمه إعادة الحياة للاتفاق النووى. ومن ثم على أمريكا إثبات حسن النية وبناء الثقة وإسقاط سياسة الضغوط القصوى التى مارسها ترامب ضد ايران. وقبل مطالبة طهران بالالتزام بالشروط التى تعهدت بها يتعين على أمريكا أن تبادر هى أولاً برفع العقوبات، وأن تفى بتعهداتها إزاء الاتفاق النووى والقرار رقم 2231 لعام 2016  (والذى كرس الاتفاق النووى الايرانى المبرم فى 2015 وبموجبه تم رفع العقوبات بشكل تدريجى عن ايران)  وإلا فما هى مصلحة ايران فى احياء اتفاق لم يلتزم به آخرون؟. إنها ايران العصية على التركيع والخنوع والانبطاح. ويقيناً نقول إن الشعور السائد اليوم يتمحور حول إيران وكونها ستنتصر حتما فى كبح جماح الهجمة الأمريكية الصهيونية وستجبر الولايات المتحدة التى لا تفهم إلا لغة القوة على رفع العقوبات عنها.