عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

الجريمة التى ارتكبتها إسرائيل منذ يومين فى رفح الفلسطينية، بضرب مخيمات الفلسطينيين النازحين من غزة، ليست الجريمة الأولى فى تاريخها المُلطخ بالدماء، ولن تكون الأخيرة ما لم يردعها المجتمع الدولى بقرارات تجد من يُنفذها دون الوضع فى الاعتبار ردة فعل الأمريكيين المتهمين - دائماً - بمساندة الإرهاب الإسرائيلى على حساب القيم الأممية والإنسانية والمبادىء القانونية الدولية.

الولايات المتحدة تساند وتحمى إسرائيل التى ترتكب جرائم لا تغتفر، رغم الغضب الدولى، ورغم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإيقاف الحرب، حتى أن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، قال غاضباً: للأسف، ما رأيناه فى الساعات الأخيرة هو أن إسرائيل تواصل العمل العسكرى الذى طُلب منها وقفه.. ويتعين عليها التعبير ليس فقط عن احترام المحكمة، ولكن المطالبة بتنفيذ قرارها.

ما يجب أن نضعه فى اعتبارنا.. أن إسرائيل تتخذ من القتل المروع منهاجاً لبسط نفوذها العسكرى، فهى فى حكم القانون الدولى، دولة مارقة، لاتلتزم بالقانون ولا المواثيق الدولية، ولا بأحكام المحكمة الجنائية الدولية بسبب اعتمادها على غطاء حماية أمريكى لا يتوقف منذ زرع هذا الكيان وصناعته من العدم عام 1948 وحتى اليوم، والرئيس الأمريكى جو بايدن له فيديو قديم متداول فى كل مواقع التواصل الاجتماعى يردد فيه - عندما كان عضواً فى مجلس الشيوخ - مقولة أن إسرائيل كيان مهم للولايات المتحدة ولو لم يكن موجوداً لاخترعناه!!

إسرائيل تحصل على الحماية الأمريكية منذ قامت بضرب بحر البقر فى محافظة الشرقية قبل 54 عاماً فقتلت أطفال أبرياء دون تردد. ففى صباح يوم 8 أبريل عام 1970 قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فى مصر، وأدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

كان الهدف من الهجوم هو زرع الرعب فى قلوب المصريين، ولكن ماحدث هو العكس تماماً فقد ازدادت الرغبة فى الانتقام فكان الرد يوم السادس من أكتوبر قاسياً جداً.

كان رد الفعل الأمريكى على تدمير إسرائيل لمدرسة بحر البقر هو قيام الولايات المتحدة بتأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة! ولم يستمر الحظر كثيراً فقد عادت صفقات السلاح بعد أن هدأ الرأى العام الدولى!

إسرائيل التى تتمتع بحماية الولايات المتحدة، قامت أيضاً يوم 18 أبريل 1996 بارتكاب مذبحة قانا إحدى أسوأ جرائم الذبح الدموى فى التاريخ، فقد قامت بالهجوم على لبنان ووصلت إلى العاصمة بيروت، ونتيجة لكثافة ودموية القصف، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم من النساء والأطفال إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية «قانا» وكانوا يعتقدون أنه الملجأ والحماية، وأن إسرائيل لن تلاحقهم داخل مركز تابع للأمم المتحدة، ولكن ما حدث هو أن إسرائيل لم تخيب ظن كل مصاصى الدماء فى العالم .. فوجهت مدافعها نحو مقر كتيبة تابعة للأمم المتحدة فى قانا، بعد أن احتمى بها المئات من المدنيين فقتلت 106 وأصابت 150 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال.

بعد المجزرة قال الرئيس الأمريكى بيل كلينتون «أدعو جميع الأطراف لوقف إطلاق النار»! واجتمع مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية أجهضت القرار باستخدام حق الفيتو.

قطعاً.. إسرائيل دولة قائمة على الدم والذبح.. إنه منهاج عمل لديها .. قراءة تفاصيل مذبحة دير ياسين يؤكد إن مؤسسى إسرائيل - ومن جاءوا بعدهم - لا يضعون فى اعتبارهم القانون الدولى ولا أحكامه.

وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» وثقت مذبحة دير ياسين فقالت عنها:

مجزرة دير ياسين، التى نفذتها الجماعتين الصهيونيتين أرجون وشتيرن عام 1948، أسفرت عن استشهاد 250 إلى 360 فلسطينيا.

ووفق شهادات الناجين، فإن الهجوم الارهابى على قرية دير ياسين، الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، بدأ قرابة الساعة الثالثة فجراً، لكن الصهاينة تفاجأوا بنيران الأهالى التى لم تكن فى الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى، وما لا يقل عن 32 جريحاً.

بعد ذلك طلبت العصابات المساعدة من قيادة الهاجاناه فى القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على الأهالى دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

وقد استعان الإرهابيون بدعم من قوات البالماخ فى أحد المعسكرات قرب القدس، حيث قامت من جانبها بقصف دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمة العصابات المهاجمة.

وقد استمرت المجزرة الوحشية الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون اليهود كل من بقى حياً من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران.

ومنعت الجماعات اليهودية، فى ذلك الوقت، المؤسسات الدولية، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.

ولكن أخطر ما قيل عن المذبحة هو ما جاء فى مذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجين، الذى كان رئيسا لعصابة «الهاجاناة» فقد كتب: كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوى فأخذوا يفرون مذعورين.. فمن أصل 800 ألف عربى كانوا يعيشون على أرض «إسرائيل» الحالية أراضى عام 1948 لم يتبق سوى 165 ألفا.

الخلاصة:

ما تمارسه إسرائيل من مذابح هو استمرار لمنهجها الذى يستهدف إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين لترسيخ مفهوم إسرائيل المتوحشة حتى يخشاها الجميع.. فإسرائيل تمارس الإجرام والذبح كمنهج عمل.. وهى فى حكم القانون دولة مارقة.. وهى مثل البلطجى الذى لا يخشى القانون.. ولكنه لا يرتدع إلا إذا رأى العين الحمرا!