رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

 

 

هناك فى الصعيد الجوانى، فوجئ أهالى بلدتنا، قرية الهنادى، التى تحتضن الجبال القاسية، فى مركز إسنا، بمحافظة الأقصر، منذ أيام قليلة، بحركة غير عادية، وبسيارات نقل وعمال وموظفين، يغرسون لافتة جعلت أهل القرية يبتسمون ويشعرون بالراحة النفسية، لأن الدولة بدأت تراهم وتهتم بهم، الصورة تحمل صورة الرئيس السيسى، ومكتوب عليها عبارات كان أهالى الهنادى يعتقدون أنهم لن يقرؤوها إلا على شاشات التليفزيون، ولكنهم أصبحوا يقرأونها على لافتة حديدية ويرونها مرأى العين، مثل«المبادرة الرئاسية.. حياة كريمة» وعبارة أخرى مثل«تنفيذ مشروع الصرف الصحى لقرية الهنادى»... ولا تتعجب عندما أقول لك إن الصرف الصحى بمفهومه الحديث لم يدخل إلى قرية الهنادى ونحن فى عام 2021 وكل أدوات الصرف الصحى قام بتنفيذها الأهالى لبيوتهم، بشكل فردى، بطرق قديمة وبدائية، ولذلك يجب أن نتذكر كلماتنا التى رددناها هنا بين الحين والآخر، التى قلنا فيها إن أهل الصعيد يعيشون حياة قاسية.

يجب أن تعترف، أن مبادرة «حياة كريمة»تستحق الإشادة، ويستحق صاحبها الشكر، ويجب أن نؤكد أن إضافة تنمية القرى للمبادرة تمثل إنجازا تاريخيًا، لأن هذه القرى لم تشهد تطورًا نوعيًا لصالح الإنسان الذى يعيش فيها منذ أكثر من 100 عام.

هذه القرى التى يستهدفها المشروع، تهدف لتحسين مستوى معيشة 58 مليون مواطن يعيشون فى الريف، بما يمثل نحو 60% من عدد المصريين، وهو مشروع ضخم يتكلف 500 مليار جنيه، وهى أرقام تعكس حجم المشروع الذى لا يهدف إلى تحقيق أرباح مالية، ولكنها تستهدف تنمية المجتمع، وبناء الإنسان الذى تمنحه الدولة حقوق المواطن الذى يمتلك موارد بلاده، وهو منهج جديد سيؤدى إلى تطور تفكير المواطن البسيط نحو علاقته بالدولة.

نتيجة هذه المبادرة سوف تظهر خلال سنوات قليلة، مع ظهور جيل مستفيد من تحقيق التنمية الاجتماعية فى مناطق سكنه، وهو ما سوف ينعكس على استقباله للعلم والرياضة وتحسين مستوى البيئة صحيًا وذهنيًا، وكل هذا بدوره سوف ينعكس على مستوى النمو الاقتصادى والاجتماعى للدولة بمفهومها الشامل.

نعود إلى الهنادى، التى تمتلك إمكانيات اقتصادية هائلة، فهى تصلح لإقامة مشروعات متعددة، يمكن استغلالها فى التنمية المستدامة للقرية، وللقرى المجاورة لها، وإقامة مشروع كبير بجوار القرية، هو أمل أهلها، لأن فيه خلاص لشبابها من البطالة، فمن حق أهل هذه البلدة الصغيرة الحصول لأبنائهم على فرص عمل، بل إن أملهم فى البداية هو العمل فى كل مشروعات حياة كريمة داخل القرية.

إذا أردنا إيقاف الهجرة إلى القاهرة، يجب أن نبدأ بتشغيل شباب الصعيد فى بلدانهم، ويجب أن نهتم بإقامة مشروعات لهم فى إطار القرى والمراكز، حتى لا يهجروا الحياة القاسية، وفرص العمل النادرة إلى القاهرة التى لم تعد تحتمل تكدسًا واصبح الحصول على فرصة عمل فيها يشبه دربًا من المستحيل!!

أتمنى أن أجد رجل أعمال شجاع، يقرر اقتحام الصعيد، وأرجو أن يبدأ بقريتنا الهنادى بمركز إسنا، وسوف يجد العمالة الجيدة بعد تدريبها، وسوف يجد الالتزام، وسوف يحصد نتائج خوضه تجربة الاستثمار فى الصعيد الجوانى، نعم سوف يحصد أرباحًا مستقرة، وسيجد سوقًا جديدًا يستعد لتحقيق التنمية، خاصة أن الدولة بدأت تنظر إلى هذه المساحة الغائبة عن العيون لأول مرة فى التاريخ الحديث، فقد كانت مهملة عبر مئات السنين، رغم أنها مصدر حضارة مصر منذ آلاف السنين!

شكرًا للرئيس صاحب مبادرة حياة كريمة، فقد وصلت المبادرة إلى أبعد مكان لتحقيق تنمية الإنسان، ونتمنى أن يقتحم رجال الأعمال هذه القرى، التى تبحث عن مشروعات اقتصادية تحمى أبناءها من البطالة!

[email protected]